لعل (فوبيا المسؤول) والكبت الذاتي الذي يمارسه الإعلام الرياضي الإماراتي على نفسه دفعت ببعض الإعلاميين هناك إلى الخروج (لا إرادياً) من بوتَقَة ذلك الإعلام وجوّه الخانق ، والدخول في عمق وسطنا الرياضي وتناول قضاياه بحرية مطلقة ، بل وتصدّر المشهد أحياناً من خلال مماحكة الأندية الكبيرة والتربّص بجماهيرها ، بعباراتٍ جريئةٍ ومستفزّة ، بحثاً عن الأضواء ، والمزيد من الشهرة ، إنها تماماً خانة التناقض مع الذات والتحوّل السريع والمفاجئ من حالة اللاّفعل إلى الفعل .. فهنا تكون السّلبية والخروج عن النصّ أمر طبيعي جداً .
أرى أننا في مجال رياضي ، ومن قرّر الإنتماء لهذا المجال قد أقرّ سلفاً بأنه معرّض للنقد وسيقبل النقد ، فلماذا إذن نكبت أنفسنا ونخفت أصواتنا ونجامل كثيراً لمجرد أنه مسؤول !!
لن أتعمق كثيراً في انعكاسات (فوبيا المسؤول) وأضرارها الوخيمة على العمل وعلى المنظومة الرياضية بشكل عام .
ولكن .. لسنا من المهنية في شيء ما لم نؤمن بأن مكانة المسؤول اجتماعياً لا تعفيه من النقد ، بل إن النقد أساس في تقويم الإداء وجوهر ما يحتاجه كل عمل من أجل التصحيح واستقامة الأمور .
من حقّنا أن نفخر بإعلامنا الرياضي الحر ، الذي اعتمد منهجية النقد متجاوزاً خطوط الطبقيّة والنخبوية مؤمناً بالتناسب الطردي بين النقد والإصلاح والتطوير .
حين أشاهد مدرسة الإعلام الرياضي وليد الفراج والمتألق بتّال القوس والجميل تركي العجمة وهم يديرون برامج بهذا الحجم .. أدرك تماماً بأن بلدي رائدة في هذا المجال .
Twitter@Munif_2012