الأحمدي يكتب.. في مثل هذا اليوم انتصر الهلال

مازالت الأصداء الجميلة لمباراة نهائي كأس الملك على ملعب الجوهرة مستمرة حتى اللحظة عند جماهير فريق الهلال بدءاً من وصف أجواء المباراة منذ بداياتها لنهايتها مروراً بالأحداث التي وقعت أثناء سير المباراة، إلى استبسال الحارس العظيم ياسين بونو إضافة إبداع النجم روبن نيفيش وتألق الكابتن حسان تمبكتي… حتّى الظفر بالكأس الغالية بعد استكمال المباراة بتسعة لاعبين.. فأقرب المتفائلين الهلاليين لم يكن يتوقع أن تنتهي المباراة إلا بنتيجة كبيرة للطرف الآخر ولذلك ما حدث من انتصار هلالي يوم الجمعة يعد إنجازاً عظيماً بكل ما تعنيه الكلمة في تاريخ الرياضة السعودية.

في حديث ودي سابق مع الكابتن القدير سلطان بن نصيب عن سببب تميز بيئة نادي الهلال وبمثالية عالية.. أفاد بأن منذ ترأس الشيخ عبد الرحمن بن سعيد يرحمه الله والنادي بدأ يضع بصماته الثابتة في سير العمل من حيث الرؤية البعيدة، وفرض النظام، والدقة في التنفيذ، وغيرها وخاصة وأنه قادم من بيئة عمل رسمية تعتمد على الانضباط التام في جميع مجريات الأعمال اليومية، ولذلك انعكست هذه الإجراءات الرسمية بكل احترافية داخل النادي.

عندما يأتي الحديث من إعلامي قديم من الفريق المنافس، ومعروف بحبه لناديه بحد لا يمكن وصفه وأثناء كلامه يؤكد بأن نادي الهلال نادي قوي وهذا ما يعلمه الكثير من الفاهمين بكرة القدم، فهو بذلك لم يذكر إلا الحقيقة بعيداً عن الأفكار الأخرى الصدئة، وهذه الحقيقة يجب أن تكون بداية لتغيير الفكر الرياضي في إدارة ناديه، إضافة لمنهجية بعض إعلامييه البائسة من ترديد جملة التحكيم وغيرها قبل المباراة وبعد المباراة سواء في خسارة أو في فوز..!! حتّى الملل للأسف الشديد.

انتهت إدارة نادي الهلال من تنفيذ خططها الاستراتيجية لهذا الموسم الرياضي المنصرم بنجاح كبير توج بألقاب ثلاثية مستحقة من بطولة الدوري، إلى بطولة كأس السوبر، ومن ثمّ بطولة كأس الملك حتّى بدأت في مهام الموسم الرياضي الجديد وكأنها في صراع دائم مع الوقت لا ترتاح فيه من العناء المستمر. وفعلاً هذه النفوس الكبيرة ذات الهمة العالية، والعزيمة الشامخة، والإصرار المؤكد فكل مافي تفكيرها المتميز هو تحقيق الأهداف المستقبلية الأهداف تلو الأهداف من مشاركات مستحقة وإنجازات في كل الميادين الرياضية.

الصعود لمنصات التتويج الرياضية بطبيعة الحال لا يحتاج إلى ثرثرة دائمة، وبطولات عنترية خارج الملعب، واللعب على وتر العاطفة لدى الجماهير المغلوب على أمرها، وإنما يحتاج إلى فكر رياضي نير صاحب رؤية واضحة يخطط وينفذ ويعمل بجد واجتهاد ومثابرة فمهما يكن من ظروف خارج الإرادة فلا بدّ للمجتهد في نهاية المطاف من خطف ثمار عمله وجهده. أما غير ذلك فهو مضيعة للوقت ليس إلا. فهل نرى الموسم الرياضي الجديد وقد انتهجت جميع الأندية السعودية النهج الرياضي السليم هذا مانأمله.

14