يبدو أن ليلى قد أعياها داؤها واستطال أجل خبثها ، تلك الحرباء التي عشعش في مخّها الشّطط ثمّ باض وفرّخ التّرهات والدّجل ، متربّصة بارعة في الوقيعة والقطيعة والإصطياد بالماء العكر ، وماهرة في تنميق الكلام إلاّ أنّ ما فيها صار يَظهَر على فيها ، تتسلّل لواذاً وتنهزم سراعا ، توجِب الحق كلّه لنفسها وما يخدم أهدافها ولا توجِب أبداً على نفسها أي حق ، معجبة بنفسها مستخفّة بغيرها ، متيمة اللّون الرمادي تهيم في كل وادي ، مع من غلب وتحت الطلب .
لكنّ ليلى عسيرة المنال اليوم ، إذ لا تُقنعها وجبة عشاء في مطاعم قدّورة أو البيك فالأمر لا يتم إلاّ بتحرير شيك ، هذه الورقة الصغيرة التي حولت العدو القديم إلى وليٍ حميم .
الخوض في تفاصيل ليلى أمر ممل جداً ، وما كنت لأكتب هذه السطور لولا أنّ العافية ضاقت عليها وذهبت تهدّد قلمي في إحدى مقالاتها وتصفني بالصغير .
قلم يثرثر وجمجمة فارغة ، من قرأ الفقرة الأخيرة من مقالها ، سيضحك كثيراً ، وربما يتساءل : هل ما زالت ليلى تعيش هذا الدور !!
إلاّ أنّ أحداً لازال يقول في ليلى كما قال نزار قباني :
من لي بحذف اسمك الخدّاع من قلمي .. إذن ستصبح بلا ليلى كتاباتي .
منيف الخشيبان
Twitter@Munif_2012