في برنامج رياضي من أجمل البرامج الرياضية السعودية المباشرة بقيادة المذيع المبدع محمد الخميس انفجر ليلة البارحة الكابتن حمد الدبيخي ليؤكد ما هو مؤكد أصلاً ومنذ عقود مضت في إدعاء المظلومية الدائمة من الجانب النصراوي في كل صغيرة وكبيرة في المجال التحكيمي، وكما قيل التحكيم في كل مكان في العالم مع الفريق وضده، وكل فريق استفاد من التحكيم وفي نفس الوقت تضرر منه.. وبالفعل لو تفرغ الفريق الأول النصراوي داخل الملعب دون الالتفات لهذه الأوهام القديمة؛ لتغير حاله كثيراً وكان صديق المنصات الذهبية ولكن…!
وفي حديثه المغتضب يقول الكابتن القديرحمد الدبيخي تحديداً: “بطولة.. أنا فائز مظلوم، وأنا خسران مظلوم مايصير يعني في شيء يصدقه العقل، مع الفرق الكبيرة تشتكي، تقابل فرق متوسطة تشتكي، تقابل فرق صغيرة تشتكي، يا أخي طرحك صار ممل أنت تبي توصل فكرة إنا حنا مظلومين، أنت تتصيد أخطاء.. فريقك مثالي كأنه مافيه أخطاء.. مافيه عيوب… قلناها ألف مرة… مايصير فريق كبير مثل النصر يدعي المظلومية”وحقيقة حديث الدبيخي لا جديد فيه أبداً في الملاعب الكروية فهو صورة طبق الأصل عن المظلومية العتيقة والتي مازالت تتجدد حتى اللحظة للأسف.
الأمير الراحل محمد العبدالله الفيصلرحمه الله في لفتة تدل على رجاحة العقل وفي إحدى أحاديثه الرياضية الهامة كان يحذر لاعبي الأهلي من الاعتراض على التحكيم وأنه بعد صافرة الحكم يجب على اللاعبين عدم مناقشة الحكم فقد انتهى كل شيء ولن يعود الحكم في قراراه، والآن بعض الإعلاميين الأهلاويين بدلاً من حث اللاعبين على التركيز على اللعب فقط، والجماهير على الاستمتاع بالأداء يترصد التحكيم في كل شاردة وواردة لفريقه وحتّى غير فريقه وكأن لوثة المظلومية الصفراء أصابته بقصد أو بدون قصد ويبقى الحال على ماهو عليه حتى تتغير مثل هذه العقليات الرياضية الهرمة.
الجماهير الرياضية بصفة عامة يفترض أن تفكر فيما يتناوله بعض الإعلاميين المبتلى بهم الوسط الرياضي من أحاديث مملة متكررة تعيسة، وأن لا تمر الأحاديث الرياضية سواء في القنوات الفضائية أو في أي وسيلة من وسائل التواصل الاجتماعي دون تدقيق في محتواها ومعرفة مدى حقيقتها، كما يجب أن تكون على مستوى عال من الفهم الرياضي الصحيح فهي معذورة في السابق إلى حد ما نظراً لعدم توفر المعلومة الرياضية، ولكن في الوقت الحاضر يفترض أن تتغير طريقة التفكير في تعاطي الأحداث الرياضية من حيث الحكم السليم في كل رؤية، أو معلومة، أو قضية رياضية.
النقلة الكبيرة غير المسبوقة في تاريخ كرة القدم السعودية من لاعبين عالميين بعقود احترافية عالية، ومدربين متميزين، وإخراج تلفزيوني، وغيره يجب أن تقابلها أيضاً نقلة موازية في القنوات الفضائية، والصحف الرياضية السعودية، وفي كل ما له علاقة في المجال الرياضي فليس من المقبول أن نجد محلليين، أو كتاب رياضيين يتحدثون بأحاديث تخلو من المهنية تماماً، والموضوعية، وأحاديث تكاد تكون أقرب إلى أحاديث المدرجات الكروية فمثل هؤلاء من الظلم تواجدهم في المنصات الإعلامية الرياضية بأي حال من الأحوال، بل من العدالة إبعادهم فنحن بحاجة لمن يساهم بفعالية للنهوض بكرة القدم السعودية وعلى مختلف المستويات بعقلية متطورة، وبمنطق متوازن، وأسلوب راق وخاصة وأننا مقبلون على مناسبات كروية قارية وعالمية جديرة بالاهتمام.