لا شك بأن الضربة الموجعة التي تلقاها نادي النصر مؤخراً من لجنة الإنضباط على خلفية احتجاجه ضد نجران جعلته يترنّح بعضه الشيء إلاّ أنه سرعان ما استعاد توازنه وقَبِل بالقرار ، حتى وإن أظهر رئيس النادي التبرّم والإمتعاض في تصريحٍ هنا أو هناك ، ومارس من خلاله التشكيك والدخول في الذمم ، فهذا ليس إلاّ إجراء روتيني يظهر مع كل قرار لا يخدم النصر ولا يحقق مصالحه .
إذا ما نظرنا إلى حجم العلاقة التي تربط النصر باتحاد الكرة الحالي ، والنقاط الكثيرة التي تلتقي فيها مصالحهم فإننا نتفهّم تماماً امتناع الإدارة النصراوية عن تصعيد القضيّة للفيفا حتى وإن كانت تراها عادلة ، فأبعاد القضية إذا ما تمّ التصعيد فإنها لن تقف عند نجران ونقاط المباراة ، بل تتعدّى إلى ما هو أبعد من ذلك ، وتعارض المصالح في هذه الحال يضرّ النصر أكثر من أن يخدمه ، لا سيّما وأنّ تقدّم النصر إلى المركز الرابع من دوري زين خطر يهدد مصير الأهلي (وللقاريء حرية التحليل) .
حين كانت القضية منظورة استبشر النصراويون خيراً بإيعاز من أنصارهم الذين يعملون في لجان اتحاد كرة القدم ، فراح الرئيس وبعض إعلاميّي الفريق المخضرمين يزفّون البشرى لجماهيرهم مُعلنين وبكلّ ثقة أنّ النصر كسب القضية ، إلاّ أنّ هناك فيما يبدو من أدرك أنّ فوز النصر بالقضية قد يُنهي آمال فريقه باكراً بالحصول على المركز الرابع وما أدراك ما المركز الرابع ، فقابل الإحتجاج بالرفض ولسان حاله يقول (انت غالي يا النصر بس عندي من هو أغلى منك) .
قفلة :
تراثنا الرياضي برغم كل ما فيه من صخب وضجيج إلاّ أنه أجمل بكثير من تراث مجتمع دنّسته ثقافات الشرق والغرب .
منيف الخشيبان
Twitter@Munif_2012