أنت صاحب الفكر الراقي، أنت شاهد التاريخ بل أنت التاريخ الرياضي كله، وأنت أيها السامي تدرك ونظرا لثقافتك العالية مامعنى حضارة مكة المكرمة؟ وتعرف أيضاوبدون شك مامعنى أولويات مكية؟ وهذه تساؤلات في البدء؛ لاعترازنا بقامتك الشامخة من جهة، ومن جهة أخرى للإشارة لكل من تجنى على الحقيقة من المعتدين على التاريخ الرياضي، وهنا سأتجاذب معك أيها المفكر الحصيف مفيد القول، وصدق الحديث، وأنت ترحب دائما بالحديث الصادق، وتبدع فيه. وساتناول معك، وبك تاريخ اختطف خلسة، وظلم فيه كيان عريق يعرفه الرجال، وينكره غيرهم ممن سيذكرهم التاريخ ذات يوم بكل أسف، وألم وهذا اليوم الحالم غير بعيد تحقيقه فقد اقترب شروق شمسه على أيدي رجال صادقين في أعماق مقاصدهم،وعازمين على استعادة حقهم الرياضي الوطني المشروع. وأنتم هنا ياسيد الحرف رعاة للكلمة الحازمة، والكلمة الحاسمة، لو ارتأيتم إعادة كتابة التاريخ على صحيح خطى بداياته الأولى، وأنتم بلا شك أهله.
والقصة أيها المفكر الإنساني الفاضل فكرة موجزة لا تغيب بالتأكيد عن صميم فكركم، ولاعن كبير إحاطتكم، فبحكم حضارة مكة المكرمة القديمة.. وهي بقدم رحلة الشتاء، والصيف بل أكثر فقد وجد فتية جمعتهم الرياضة على تراب هذا الوطن الغالي، وعبر الهواية الأولى” كرة القدم ” بفتية من بلدان أخرى بعيدة كان مقصد آبائهم العلم، والجوار، والمحبة، والعيش في أرجاء الحرم المكي الطاهر ومن هنا ابتدأت القصة الجميلة بفريق مختلط بين الطرفين حتى شاء الله بأن يتقدم فيما بعد وعبر السنين؛ ليصبح فريق مستقل بذاته.. يفخر بأبنائه الوطنيين وقد أصبحوا بناة اللعبة في البلاد، حتى استمر الفن الكروي، وتطور، وازدهر، وبلغ أشده في العهد السعودي الزاهر، عهد دخول المؤسس _طيب الله ثراه_ أرض الحجاز، ثم اكتملت الرؤية تماما بتوحيد الحجاز، ونجد وغيرهما تحت مسمى المملكة العربية السعودية. وهنا تحديدا انطلقت المسيرة العظيمة للرياضة السعودية حتى توالت الإنجازات في كل مكان ولله الحمد.
إن من المأمول منكم أيها القدير، وأنتم بكل بداهة صاحب الفكر الأميز، والتجربة الإنسانية العميقة، والخبرة الحياتية المتميزة على مدى عقود رحيبة من الزمن أن تنقشون بحروفكم الوهاجة سطور واضحة من الحقيقة الساطعة في مجتمع رياضي متأرجح، ويحتاج لقامة قديرة مثلكم عاشت، وعايشت أجمل سنين الماضي، وشهدت مختلف الأحداث التاريخية في المجتمع حتى تاريخه؛ لوضع حد لجدال رياضي تاريخي ممل طالت أحداثه، وكثرت مغالطاته، وتواصلت إشكالياته. فمن أصبح ينادي مباشرة بالمنهج العلمي الدقيق، ومقابلة المنطق بالمنطق،والحجة بالحجة، وينادي في مختلف حواراته الإعلامية باستخدام كافة الأدلة، والوثائق، والبراهين وجها لوجه، ويشهد له من قبل مؤرخين آخرين بالكفاءة، والقدرة.. يشكك في فكره، ويقلل من علمه، ويوصف بكلمات لاترقى أبدا للمستوى اللائق من الحوار، ولا الطرح المفترض من النقاش، ولا حتى الاتفاق على أصدق التاريخ الرياضي. فهل تكون كلمتكم ياصاحب الرأي السديد هي الفيصل بين الحق والزيف، والحقيقة والسراب ..؟ وخاصة وأنتم تملكون مجمل أسرار الرياضة السعودية قديما هذا مايأمله المؤرخون الرياضيون منكم.