إنّ الفجوة البرجوازية التي أحدثتها “الحاشية” بين الرئيس والمرؤوس في كثير من مؤسساتنا الحكومية .. حالت دون استيعاب الكثيرين ممن ينتمون للوسط الرياضي حقيقة أن يرأس رجل من عامة الشعب اتحاد رياضي بهذا الحجم ، حتى وإن كان بالانتخاب ، فعلى الرغم من أنّ الشخصيات التي تناوبت على كرسي الرئاسة سابقاً لا تميل إلى نمط السيطرة والمركزية ، إلاّ أن “الحاشية” بفلسفتها القائمة على التبعيّة المُطلقة وترسيخ استقلالية الرئيس طَمسَت دور المرؤوس ونزعت منه الثقة وحرمته حتى من الطموح ، وابتعدت بالرئيس .
في علم الإدارة “من ملامح الموظف القادر على حمل المسئولية العمل بضمير المسئولية والالتزام ، والتعامل باحترافية مع الرئيس بعيداً عن المجاملات وتزييف الواقع ، مع إحياء روح المبادرة وتقديم الرأي والمشورة ، ولكن الواقع يقول أن جيل “الحاشية” لم ولن ينتج كفاءات من هذا النوع ، أو يُأسس قياديين قادرين على حمل المسئولية ، ولعلّ لنا فيما يحدث اليوم لرياضتنا من عبث وفوضى الدليل القاطع على رداءة نتاج هذا الجيل ، إنه باختصار جيل “سم طال عمرك” فماذا عساه أن يقدّم !!
على إدارات الموارد البشرية في المؤسسات الحكومية أن توجّه سياساتها نحو بناء الموظف (نفسياً ، فكرياً ، معرفياً)، وإظهار الطاقات الكامنة لديه ، وترسيخ استقلاليته من التبعية المقيتة ، والتركيز على روح فريق العمل الواحد .
منيف الخشيبان
Twitter@Munif_2012