في البدء لم يكن من المستغرب من منتدى بحجم منتدى الشيخ محمد صالح باشراحيل الثقافي بمكة المكرمة _يرحمه الله _ أن يكرم المؤرخ التاريخي الوالد القدير محمد غزالي بن سعد اليماني هذا المكي التربوي الفاضل. فقد كرم هذا المنتدى المبارك على مدار الأعوام الماضية البعيدة العديد من الشخصيات من أصحاب الفضيلة، الرأي، والفكر، والمعالي، والسعادة. وهم بلاشك يستحقون بكل اقتدار ومحبة هذا التكريم سواء من خدم منهم في جهات رسمية، أو جهات خاصة. فالمؤشر الحقيقي للتكريم هو ماقدمه الضيف من نتاج وجهود علمية أو أدبية أو اجتماعية أوخدمية أو إنسانية بصفة عامة . وأصبح هذا المنتدى الراقي محط المعنيين. ويكفي هذا المنتدى أنه اتبع تكريم الإنسان وهو في أجمل مراحل حياته العمرية. وهذا الوفاء لأهل الوفاء وبلاشك أن الوالد القدير محمد غزالي أحد الأوفياء في المجتمع وتحديدا في مجال التأريخ الرياضي السعودي .
وللأسف قد يعتقد بعض من المختصين أن المؤلف في كتابه الثمين.. ” نادي الوحدة أول ناد بالمملكة العربية السعودية بالأدلة والوثائق تأسس في مكة المكرمة عام 1916م..” قدم معلومات رياضية بحتة وخاصة في مجال كرة القدم. ولكن في الواقع أن المؤلف أنصف مكة المكرمة قبل أن ينصف نادي الوحدة في كتابه عبر استعراض موجز لبعض المظاهر الحياتية. ولقد كتب الآخرون أن كرة القدم عرفت في جدة أولا عن طريق البوارج الأجنبية، وأن مكة المكرمة عرفت الكرة لاحقا. وهذا مخالف للحقيقة تماما من خلال معرفة الواقع الاجتماعي آنذاك فقد كانت مكة المكرمة مركز للحضارة لاتضاهيها أي مدينة أخرى في الجزيرة العربية حينها سواء في الناحية الاجتماعية، أو الناحية التعليمية، أو الاقتصادية. فقد وجدت دور العلم، والمدارس الخيرية، إضافة للأسواق التجارية، ومعاهد الاتصال اللاسلكي، وغيرها من المظاهر .
إن من المأمول على كل مكي وعلى اختلاف ميوله الرياضية أن يدرك أن مسألة بداية كرة القدم في مكة المكرمة مفروغ منها، كما هو مفروغ من مسألة العمادة لنادي الوحدة. وهنا من الممكن أن نضيف مزيدامن الإنصاف للتاريخ الرياضي وللتوضيح أكثر إذا كان المقصود هو وجود أندية نظاميةبمعنى وجود المقرالرسمي ومجلس أعضاء الإدارة والمدرب واللاعبين.. فقد تكفل بهذا الأمر الشيخ عبدالله عريف وهو بالمناسبة رجل دولة وصاحب نظام مؤسساتي إذ اعتبر التأسيس الحقيقي لنادي الوحدة، ولكل الأندية يبدأ من الضوابط المذكورة السابقة، أما صبية يجتمعون ويلعبون ثم يتفرقون، ثم يجتمعون في فرق أخرى هذه ليست بأندية ذات كيانات كبيرة، وإذا أصر البعض أن تكون تلك الفرق هي امتداد أندية. فنادي الوحدة ماهو إلا امتداد للمختلط والحزب ويكفينا هنا شهادة الأستاذ إبراهيم الخفاجي _يرحمه الله تعالى _ وأي شهادة لرجل بقامة شاعر النشيد الوطني .