في اعتزال أسامة حلقة مفقودة

أولاً قبل أن أخوض في مسألة إعتزال قائد الفريق الوحداوي والتي تعتبر قضية جدلية تختلف فيها الآراء الوحداوية أحب أن أشرح موقف الوسط الوحداوي من هكذا قضايا بكل اختصار.

دائماً في الوسط الوحداوي حين تختلف الآراء تكون هناك جهتين متضادتين والتهمة جاهزة لك إن أبديت رأيك الخاص فإما أن تكون تسعى للتخريب أو أنك مطبل للإدارة وتوجد تهمة مشتركة بين الفريقين هو أنك (درويش) أو مضحوك عليك . طبعا الإتهام المعلب جاهز ماعليك إلا تقبل الإتهام بصدر رحب .

وفي مقالي هذا سأدلي بدلوي ومتقبل لأي إتهام أو ردة فعل الجهة التي لا تقبل رأيي الخاص . وأرى أن اعتزال النجم أسامة هوساوي لغز محير ورغم تغريدات اللاعب ومحاولة الشرح ورغم بعض الأقاويل التي تأتي من جهات قريبة من إدارة الوحدة إلا أن هناك حلقة مفقودة بها تكتمل القصة وتتضح الصورة .

حين انتهى اللاعب عقده الأخير مع نادي الهلال سرت الأخبار أن اللاعب اشترط انتقاله إلى نادي الوحدة كرد جميل لهذا النادي الذي ساهم في بروزه وشهرته ونجوميته وأنه في حالة عدم قدرة النادي على تسجيل اللاعبين سيعتزل الكرة نهائيا خصوصا أنه ظهر في لقاء تلفزيوني أكد على هذه المعلومة .

من هنا نعلم أن اللاعب تشبع كروياً ولكنه كان يرغب في محاولة رد الجميل للوحدة خصوصاً وأن معالي المستشار تركي آل الشيخ قد طالبه بالانتقال إلى الوحدة ورغم أن نادي الهلال كان لايزال يرغب في استمراره في قيادة الدفاع الأزرق .

وبالفعل انتقل اللاعب إلى معقل التنين وهو لقب نادي الوحدة الجديد الذي أطلقه عليه معالي المستشار وقدم مستويات جيدة جداً في وجهة نظري حتى اقتربت الفترة الشتوية وجاءت محاولات إنقاذ نادي الاتحاد من الهبوط إلى مصاف أندية الدرجة الأولى فسرت الأخبار كالصدمة أن اللاعب قد ينتقل لنادي الاتحاد بطلب من معالي المستشار .

هذا الخبر كان صدمة كبيرة لكل من يرى أن أسامة هوساوي ركيزة أساسية في الدفاع الوحداوي وكانت غالبية الجماهير الحمراء تطالب ببقاء اللاعب ومطالبة الإدارة بأن يكون لها موقف في محاولة رفض الإنتقال إلا أن الأقاويل التي كان ينقلها مصادر قريبة من الإدارة أن معالي المستشار هو من يرغب بهذا الإنتقال ولن تستطيع الإدارة الرفض كما أفادت المصادر أن اللاعب لايرغب في الإنتقال ولكن رغبة معالي المستشار فوق كل شيء .

طبعاً لا ألوم الإدارة فهي كغيرها من إدارات الأندية السعودية الأخرى التي دعمها معالي المستشار بدعم غير مسبوق فهي تخشى التوقف عن الدعم الذي سيعيد النادي إلى المربع الأول طبعاً هناك شريحة كبيرة من الجمهور رفض الموقف السلبي وأننا بحاجة ماسة إلى اللاعب .

ثم جاءت الأخبار المفرحة أن الإدارة الوحداوية قد تحدثت مع معالي المستشار بخصوص أننا بحاجة إلى اللاعب خصوصاً بعد الهزيمة الثقيلة من الفيصلي بثلاثية نظيفة كان واضحاً فيها انكشاف الدفاع الوحداوي بغياب أسامة .

لم نمنح الوقت الكافي للفرح حتى أتى خبر كالصاعقة على مسامع الجمهور الوحداوي بأن اللاعب يرغب بالإعتزال وغرد اللاعب بسلسلة تغريدات يوضح فيها سبب اعتزاله ويبرر بإصابة في الركبة وأنه اتفق مع رئيس النادي من البداية أنه سيعتزل في الشتوية !!!

وما زاد الطين بلة هو الأخبار التي كانت تتتقل أيضاً من مصادر قريبة من الإدارة أن اللاعب اشترط الإنتقال لنادي الاتحاد أو الإعتزال !!!

وهنا لي تساؤلات كثيرة أولها للاعب وهل إصابتك كانت قبل بداية الموسم أم بعد بدايته ؟ إن كانت قبل الموسم فغير مقبول بتاتاً أن تقبل اللعب وتحرم النادي من تسجيل لاعب وانت تعلم أنك لن تستطيع مواصلة اللعب سوى لبضعة أشهر فقط !! وهنا تتحمل الإدارة مسؤولية كبيرة من الخطأ . أما إن تعرضت إلى الإصابة بعد بداية الدوري فعذرك مقبول .

وهناك تساؤل آخر : اللاعب لوح بالإعتزال إن لم يكن الوحدة قادر على التسجيل فهل من المعقول أن يرغب في الإنتقال لنادي الاتحاد برغم أن المبلغ هو نفسه الذي يتقاضاه في الوحدة حسب الأخبار التي تصلنا من مصادر قريبة من الإدارة ؟؟

لو كان إصراره على الإنتقال صحيح فسؤالي لماذا ؟؟؟ هل اللاعب غير مرتاح في نادي الوحدة ؟ لأنه لا يعقل أن يكون هناك لاعب يقول إما الإعتزال أو اللعب لهذا النادي ثم بعد أشهر فقط يقول أنه يرغب بالإنتقال لنادي آخر أو الإعتزال ؛ لابد من وجود سبب مقنع

هل لرحيل المستشار دور في اعتزال اللاعب أسامة هوساوي ؟ حيث أنه لعب تلبية لطلبه ثم قرر الإعتزال لأنه حسب وصفه أن الفوز والخسارة أصبحت شيئاً واحداً وهذا يدل على تشبعه الكروي كما أسلفت .

الأسئلة كثيرة والتعليلات متضاربة ولازلت أرى أن هناك حلقة مفقودة ولكن الأهم ألا تدخل الإدارة في مناوشات إعلامية ويكفي أن تصدر بياناً تشكر اللاعب على ماقدمه فالحديث في الموضوع لن يقدم ولن يؤخر فاللاعب أعلن إعتزاله وانتهى الموضوع .

8