نادي الاتحاد ليس حقل تجارب للأجانب !

تجرع فريق الاتحاد لثلاث هزائم ثقيلة على التوالي في الدوري السعودي للمحترفين لكرة القدم وتذيله المركز الأخير في الترتيب ينم على وجود خلل كبير وانهيار تدريجي للفريق, وذلك لا يُرضي محبيه بصفة خاصة ولا جميع الرياضيين بصفة عامة !

ورغم توفر جميع الإمكانات المقدمة من المستشار تركي آل شيخ، رئيس مجلس إدارة الهيئة العامة للرياضة بعد أن قام مشكورا بإنهاء معضلة جميع الأندية بتسديد الديون المترتبة عليهم, ووضع ميزانية مفتوحة للتعاقد مع لاعبين أجانب ومحليين, لكن للأسف لم يتم استغلال ذلك من جانب نادي الاتحاد !

لم تكن الخسائر وحدها سبب ضيق جماهيره الأكثر شعبية في الملاعب السعودية، لكن ما زاد من تفاقم حالة الحزن هي الحالة الفنية السيئة للفريق، والتي لم يُشاهَد عليها حتى وهو متكبداً بالديون!

وكان أول كبش فداء التصحيح المدرب الأرجنتيني “دياز” بإعفائه من منصبه بعد أقل من أربعة أشهر على تعيينه. وكان يتمنى الجمهور الاتحادي إعفاء كل من تسبب في التعاقد معه ومع اللاعبين المقالب !

ولعل أبرز وأهم الأسباب في تدهور الفريق هو عدم خبرة من قام بالتعاقد مع اللاعبين الأجانب, ومن جهة أُخرى غياب القيادة الفنية والإدارية ذو النظرة الثاقبة، والتي تستطيع التخطيط للفريق وجلب لاعبين أجانب يملكون الحلول داخل الملعب. إلى جانب إحضار مدرب كفؤ قادر على قراءة الفريق المقابل في الشوط الأول ومن ثم قلب النتيجة في الشوط الثاني .

وما نراه في الفريق الاتحادي وجود أجانب أشباه لاعبين، لا يستحقون ارتداء شعار الفريق ما عدا اللاعب “كارلوس فيلانويفا” .. ومن المعروف أن جلب اللاعب الأجنبي للفريق هو للاستفادة منه في تحقيق النتائج المميزة وصنع الفارق وتطوير الفريق وعمل نقلة إيجابية يتم من خلالها تحقيق الانتصارات والوصول لمنصات التتويج .. وهنا تكمن أهمية دور اللاعب الأجنبي في ترجيح كفة فريقه بمستويات مميزة، ويكون خير معين للاعبين المحليين بالاستفادة وأخذ الخبرات.

ونجاح اللاعب الأجنبي يعتمد على مدى تأقلمه مع الأجواء والتجانس مع فريقه الجديد .. وقبل التعاقد مع بعض اللاعبين نرى ومن خلال الوسائل والوسائط الإعلامية أن اللاعب “فلتة زمانه” ولا يشق له غبار .. وبعد انتقاله نراه ليس في مستوى تطلعات النادي والجماهير ووجوده عالة على الفريق وعلى حساب أبناء النادي !

وبهذه الحالة يتكبد النادي خسائر مالية فادحة هم في غنى عنها, وبعد أن طارت الطيور بأرزاقها وأخذ الوسطاء والسماسرة غلتهم ! .. وحينها لا يستطيع تسجيل لاعب جديد بسبب انتهاء فترة التسجيل الرسمية .. ليكون اللاعب ضيف شرف وعالة على النادي ما لم يتم التخلص منه والقبول بالشرط الجزائي، لتبدأ المشاكل مع اللاعب ووكيله بضرورة توفير مبلغ الشرط الجزائي حسب العقد المبرم بين الطرفين .

وللأسف أصبح قدوم اللاعبين الأجانب حقل تجارب ومثل لعبة “شختك بختك” يا تصيب يا تخيب !

ولو عدنا لماضي الاتحاد الجميل وخصوصاً البطولات التي جناها العميد مثل المحلية, الخليجية, العربية, الآسيوية والمشاركة في البطولات العالمية, نجد الغالبية من النجوم هم من أبناء النادي تجرعوا حب الاتحاد منذ الصغر، ومطعمين بلاعبين محليين وأجانب مميزين يملكون الحلول داخل الملعب, وبالتالي انعكس المستوى والنتيجة في ظل التخطيط والإعداد السليم للفريق .

طارق مبروك السعيد

@AlsaeedTariq

8