لو أخبرتكم أن رجلاً هزم وحده مئات الرجال! لاشك أنكم ستقولون مبالغةً عظيمةً، وإن جاملتموني ستقولون أنه رجل خارق، أو أنه يملك سلاحاً قوياً، بحيث يستطيع هزيمة مئات الرجال وحده، والقول الأخير هو الصحيح، فالرجل بالفعل يملك سلاحاً قوياً، استطاع به أن يهزم مئات الرجال، وسيهزم المئات منهم لاحقاً، وربما انشغلتم بعد الألاف من المهزومين لاحقاً.
هذا الرجل الذي سأحدثكم عنه وعن كتابة هو الأستاذ محمد غزالي اليماني صاحب كتاب ( نادي الوحدة.. أول نادٍ بالمملكة العربية السعودية بالأدلة والوثائق تأسس في مكة المكرمة عام 1334هـ – 1916م )، وسلاحه الفتاك الذي هزم به المئات هو ( الحق )، نعم إنه سلاح الحق الذي يعلو ولا يُعلى عليه، به هزمهم وحده، وبه سيُهزم من سيأتي بعده، ولن يعلوه الباطل يوماً، ولن يهزمه.
لقد تحداهم اليماني كثيراً.. تحداهم أن يناظروه علناً أمام الناس، فلم يجرؤا على المواجهة، وتحداهم بإثبات عكس ما أورد من حقائق بالأدلة والوثائق، فلم يستطيعوا، وكل ما استطاعوا فعله هو التعريض به تلميحاً بكلمة ( مخرف )، حينما جبنوا عن ذكر اسمه صراحة؛ وبعد كل هذا ألم يهزمهم وحده بمؤرخيهم وكتبهم وموسوعاتهم، وكتّابهم، ومحلليهم، وكل آلتهم الإعلامية، ومن تشدد لهم ممن لا ناقة له ولا جمل؟
فالحقيقية التي أظهرها اليماني في كتابه، كانت واضحة جلية، بالأدلة والوثائق، تم سردها وفقاً للمنهج العلمي، وليس وفقاً لمنهج الحكواتي، الذي حكى لنا حكايات ومرويات، أفلت مع شروق شمس الحقيقة، ولم تصمد أمام ضوء النهار، فتلاشت واختفت، وفضحت أمر كل من كذب وزيّف وحرّف واختلق الروايات ونشر الأباطيل، بدون أدلة أو توثيق.
فالكتاب غني بالمعلومات والمرويات الموثقة، والاستدلالات من الصحف الرسمية وغيرها، ولهذا كان الحق واضحاً بين صفحات الكتاب، بيد أن وحداوية الكتاب لا تكاد تراها بين تلك الأسطر التي بحثت عن الحقيقة، ولم تبحث عن التعصب لمدينةٍ أو نادٍ، خلاف أولئك المتعصبون الذين تستطيع اظهار ميولهم من كتاباتهم.
إن ما أورده اليماني في كتابة من أدلة ووثائق، لهو كفيل بتغيير التاريخ الرياضي في المملكة العربية السعودية، وهو جدير بأن تقوم الهيئة العامة للرياضة بدراسته، وأن لا تنتظر مطالبة إدارة نادي الوحدة بتصحيح تاريخ التأسيس وفقاً لما ورد في الكتاب، وإنما عليها المبادرة بدراسة كل ما أورده اليماني في كتابه من أدلة ووثائق، باعتبار الموضوع له صلة وثيقة بتاريخ رياضة وطن، وليس فقط بتاريخ تأسيس نادٍ رياضي.
همسة:
صححوا تاريخنا الرياضي، قبل أن يُزور أكثر، فيصعب التصحيح لاحقاً.