هل خدمة “تيسير” ميسرة أم معسرة ؟

نحترم اجتهادات الشركة السعودية للكهرباء بإطلاق برنامج “تيسير” للمشتركين بالقطاع السكني الذين تتراوح قيمة فواتيرهم الشهرية ما بين 300 إلى 3000 ريال. التزاماً بتوجيهات هيئة تنظيم الكهرباء والإنتاج المزدوج بإتاحة خيارات سداد ميسرة للمشتركين على حد قولهم .

وكما قرأنا لاحقاً أن الغرض من هذه خدمة “تيسير” هو لتسهيل السداد وبرنامج تقسيط المديونيات, ومن خلالها سيتم تسجيل المشتركين في برنامج “تيسير” تلقائياً، وابتداءً من الشهر الحالي، حيث يتيح لهم فرصة تسديد متوسط الاستهلاك الشهري، علماً بأن “تيسير” سيشمل الفترة من يوليو إلى ديسمبر 2018، وتم إصدار أول دفعة من الفواتير يوم 9 أغسطس 2018, وفي نهاية العام سيتم إجراء التصفية المالية بين المشترك والشركة. واتاحة تقسيط المديونيات المتراكمة لجميع المشتركين في القطاع السكني خلال الفترة التي تسبق شهر يوليو لعام 2018، وذلك على ست دفعات شهرية بدايةً من فاتورة شهر أكتوبر المقبل.

وفي الأخير لفتت “السعودية للكهرباء” إلى أن للمشترك حرية الاستمرار في برنامج “تيسير” حتى نهاية العام أو الخروج منه حال رغبته في ذلك !

حقيقة جميعنا يتمنى ويشجع بعض الأفكار النيّرة التي تكون في الصالح العام, ولكن هل من المعقول أو أن يكون المواطن حقل تجارب لهذه الشركات ؟ وهل هذه الخدمة المفاجأة ميسرة أم معسرة ؟

وعند استلام فاتورة استهلاك الطاقة الكهربائية تجد مكتوب فيها شعار دعائي ” ريح بالك مع الفاتورة الثابتة” !

الشفافية مطلوبة يا شركة الكهرباء فالعقول تختلف في الفهم والإدراك, لذا يجب على شركة الكهرباء أن تراعى ذلك وأن يتم إفهام المشتركين بدل لغة الغموض في هذه القرارات وترك الحبل على الغارب, وبها يستغل لكل من هب ودب بشرح الموضوع من وجهة نظره, وكأنه “أبو العرّيف” وهي لفظة عامية توصّف المتحذلق الذي يعرف كل شيء، وهو حقيقة لا يفقه شيء !

وشاهدنا العديد من هواة الظهور استغلوا الوضع بعمل شروحات مرئية وكتابية عن طريق وسائل الاتصالات الحديثة مثل اليوتيوب/انستقرام وغيرها بحثا عن زيادة متابعيهم, ووضعوا أنفسهم ممثلين لشركة الكهرباء !

“توماس أديسون” مخترع المصباح الكهربائي كان يعتقد أنه بهذا الاختراع سيسهل على البشرية حياتهم ولكن شركة الكهرباء جعلت من الكهرباء مصدر وهاجس إزعاج للمشتركين !

رأفة بالمشتركين المواطنين يا شركة الكهرباء فهم الثروة الحقيقية للوطن, فالدول تنمو وتزدهر بحكامها حفظهم الله وبحياة مواطنيها, ونتمنى إعادة النظر في هذه التعرفة الجديدة ومراعاة ظروف المواطنين ومقدرتهم على السداد.

ويجب التسهيل والتيسير على المعسر لقول الله عز وجل : ﴿وَإِنْ كَانَ ذُو عُسْرَةٍ فَنَظِرَةٌ إِلَى مَيْسَرَةٍ﴾ [سورة البقرة : 280]

وقال رسول الله عليه أفضل الصلاة وأتم التسليم: ((وَمَنْ يَسَّرَ عَلَى مُعْسِرٍ يَسَّرَ اللَّهُ عَلَيْهِ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ )) .

 

8