أنعَمَ المَولَى جَلَّ جَلالُه على عبَادِه نعمًا كثيرةً لا تُعَدُّ ولا تُحصى, أعظمُها نِعمة الإسلام و الأمن و الإيمان و الهداية إلى طريق الحَقِّ و الرشاد , و التي حُرِم منها الكثير من البشَر على ظَهر هذه البسيطة , فهُم يتيهون ما بيْن تعدُّد المذاهب و الأديان و جَور الضلالات و الطُّغيان , و التي سيطرت على عقولهم , و غيرت حياتهم , فساءت أحوالهم , و إن تطبيق المسلمين تعاليم الدِّين الإسلامي , و الحرص على نشْر رسالة الإسلام في مشارق الأرض ومغاربها , والدعوة إلى الله , و نشْر الخير و السلام في أرجاء المعمورة أمان لهم منَ المصائب و الشرور. و ببرَكة هذا الدِّين حفِظ الله بلادَنا منَ الفاجعات و الخطوب, و أعطاها مكانةً ساميةً في العالم فمنها شعَّ نُور الإسلام, و هي مهبط الوَحي, وأنعَم عليها خيراتٍ وفيرةً. يعجز اللسانُ عن وصفِها, خيْراتٍ لم تتوفّرْ لبلادنا في العهود الماضية, فقد كانت بسيطةَ الموارد في كثيرٍ منَ الميادين. وهذا الخير من دعوة إبراهيم عليه السلام لذريته بقوله: ( ربَّنَا إِنِّي أَسْكَنْتُ مِنْ ذُرِّيَّتِي بِوَادٍ غَيْرِ ذِي زَرْعٍ عِنْدَ بَيْتِكَ الْمُحَرَّمِ رَبَّنَا لِيُقِيمُوا الصَّلَاةَ فَاجْعَلْ أَفْئِدَةً مِنَ النَّاسِ تَهْوِي إِلَيْهِمْ وَارْزُقْهُمْ مِنَ الثَّمَرَاتِ لَعَلَّهُمْ يَشْكُرُونَ) 37/ إبراهيم. فالتَّمَسُّك بالدين أمْن و أمان للمسلمين منَ الفاجعات و الخطوب. لذلك ينبغي على المسلم أن يحمَدَ الله , و يشكرَه على هذه النِّعم الجليلة , كانت خاصة أو عامة , و يحفظَها بالشكر لكي تدومَ , و تزيدَ قال تعالى:( وَإِذْ تَأَذَّنَ رَبُّكُمْ لَئِنْ شَكَرْتُمْ لَأَزِيدَنَّكُمْ ۖ وَلَئِنْ كَفَرْتُمْ إِنَّ عَذَابِي لَشَدِيدٌ)7, إبراهيم . وينظر إلى حياة البؤس و الشقاء و الفقر و الحرمان التي يعيشها كثيرٌ منً الشعوب , و يَعتبِر منها , و يدْرَأ بنفْسه عنِ المعاصي و الآثام و التي قد تكُون سببًا في زوال هذه النّعم منَ الأبدان أوِ الأوطان , وحلُول المصائب و النِّقم و الأسقام ـ لا قدَّرَ الله ـ فإن الله لا يغيِّر ما بِقَوم حتى يغَيِّرِوا ما بأنفسهم, فالشُّكر ثوابِه عظيم , و سببٌ لحفظ النعمِ و زيادتها,ومن يشكر فإنما يشكر لنفسه .و الشاعر يقولُ: وإذا كنْتَ في نعمةٍ فارْعَها * فإن المعَاصِي* تُزيل النَعم
وداومْ عليها بشُكرِ الإلــه * فإن الإلـهَ سرِيعُ النِّقـمِ
و بِالشُّكْرِ تزِيدُ النِّعَمُ!