لعقودٍ طويلةٍ ظل الوحداويون يتساءلون عن من يستطيع إيقاظ العملاق الأحمر، وكان الجميع يوجهون أنظارهم صوب رجالات مكة من تجار ومفكرين وقيادين وغيرهم؛ وكم حدثت سجالات، وقامت دعوات، وانتشرت تنبؤات وتكهنات حول من يستطيع إيقاظ هذا العملاق من غيبوبته، وإعادته إلى طريق الأمجاد التي هو صانعها، فهو الأول تأسيساً، وبعده تأسست العديد من الأندية، وأول من فاز بأول كأسٍ ملكيةٍ سعوديةٍ، وبعده فاز الكثيرون بها، فهو كان الأول دائماً ثم الجميع ثانياً، وهذا هو التاريخ، إذا ما سُئل عن الأول لا الثاني، ومن سيسأل عن الثاني!.
نعم كان الجميع يتساءلون عمن يستطيع إيقاظ هذا العملاق، لكن لم يدر بخلدِ أحدٍ من الوحداويين أن العملاق لن يوقظه إلا عملاقاً مثله، ولم ينتبه الوحداويون لهذا إلا بعد أن قام معالي رئيس هيئة الرياضة العملاق تركي آل الشيخ بإيقاظ العملاق الأحمر من غيبوبته، وإنعاشه بالملايين، وحل قضاياه لدى الفيفا، وتكفله بعقود جميع اللاعبين ونقل أخرين إلى صفوفه، حتى أخذ العملاق الأحمر في النهوض، وبدأ استعداداته لخوض موسم استثنائي في كل شيء، وقريباً سيصبح جاهزاً لاستعادة مجده التليد، والعودة من جديد، للمنافسة وحصد البطولات، فعودته باتت وشيكة، ولن يوقفه أحد طالما رئيسه الفخري تركي الشيخ.
لم يكن اهتمام آل الشيخ بالوحدة مفاجئاً لي، فمنذ اللحظة التي اختار فيها الأنيق حاتم خيمي لقيادته الموسم القادم، فقد شعرت بأن نادي الوحدة مقبل على اهتمام لا مثيل له من معاليه، وفرصة تاريخية ربما لن تتكرر مرة أخرى، فمعاليه لديه خطة عمل لإعادة نادي الوحدة إلى مساره الصحيح، بعد أن تاه عن الطريق لعقودٍ طويلةٍ، والجنرال حاتم خير من يقود الكتيبة الحمراء في هذه المرحلة، وأنا على ثقة أنه سيعيد ترتيب النادي من الداخل ويطلق العمل المؤسسي المنظم داخله.
في الموسم القادم سيقف الجميع أمام العملاق الأحمر مذهولين من انتصاراته ونزهاته داخل بعض الأندية، أما الوحداويون فسيقفون احتراماً وتقديراً للعملاق تركي آل الشيخ، ومؤازرة وتشجيعاً للعملاق الأحمر، الذي طالما حلم الوحداويون بعودته لساحات الانتصارات.
همسة
أيها الوحداويون اجتمعوا حول حاتم ولا تتفرقوا على غيره، كونوا جماعة ولا تكونوا أحزاباً متفرقة.