في ملحمةٍ حَميَ وطيسُها تسابق فرسان القفز فيها على اللقب كانت الكلمة في الميدان لمهندس الكورسات المصمم الخبير “أبو فوزان ” الكبير منصور المقاطي صاحب النكهة اللاذعة في البطولات و مُغربل الخبرات ، إذ استطاع أن يضبط بميزانه المرعب نبضات قلوب الشعب الفروسي على وقع خطوات الخيل التي رسمها لها من خلال كورساته المُقنعة المُوجعة !
لم يكن المصمم منصور المقاطي يعبث يوماً مثلما كان يعبث بأنفاسنا خلال تصميمه لكورسات بطولة درع الاتحاد التي كان و كأنّه فيها يتعمّد إنعاش روح الحماس في قلوبنا من جديد و إضرام نيران المنافسة عمداً في عروق الفرسان لتطال ناره التي أضرمها أقلامنا بعد أن كاد الشتاء يقتلها.
و لعلّ أبرز سمةٍ طغت في تصميم المقاطي لكورسات درع الاتحاد هي سمة النفس الواحد ، و عن هذا يقول الفارس الدولي الكبير و المدرّب المتميّز فهد الجعيد : ” لقد نجح المصمم منصور المقاطي في تصميم كورساتٍ بحواجز تحتاج لفارسٍ متمكّن كي يجتازها في جميع المستويات ، فقد مزج بين الدورانات و الخطوط التي تربط بين الحواجز و أشكال الحواجز ، كما و نلاحظ أنه في شوط الدرع لم يكن هناك وقتٌ داخل الكورس للراحة أو التقاط الأنفاس ، فالفارس وجواده يعملان بنفسٍ واحد من الحاجز الأوّل و حتّى الأخير وهو أمر يتماشى مع منافساة بهذا الحجم ” .
ولم تكن سياسة النفس الواحد رغم صعوبتها تعجيزيّةً مُنفّرة ، بل كانت تحمل من التحدّي في صميمها ما يجعل كل جزءٍ من الثانية فيها غنيّاً بالمتعة التي هي صميم رياضة قفز الحواجز ، يقول الفارس مشاري الحربي عن ذلك : ” اعتدنا على أن تكون الكورسات التي يصممها منصور المقاطي مميزةً ممتعة ، و هذا الأمر لا يختلف عليه اثنان إذ كان التصميم يتميّز بالمناسبة في جميع الأشواط بدايةً من أشواط المبتدئين و حتّى شوط الـ(أ) فكلّما ارتفع المستوى ارتفعت الصعوبة بحكم معطيات المنافسة حتى رأينا في نهاية المطاف بطولةً هي الأقوى منذ عدّة سنوات لتكون على مستوى الحدث ، و هذا يجعلني أتمنى أن يكون كأس المؤسس من تصميم المقاطي نفسه ” .
فيما قال الفارس مشعل الحربي : ” رغم الصعوبة التي تضمنتها الأشواط إلّا أنني أرى بأن أبا فوزان قد وُفّق في إعطاء الشوط حقّه مما زاد من قوّة المنافسة و هو أمرٌ إيجابي ” .
إنّ تلك الندّيّة التي تبدو لنا للوهلة الأولى بين المسلك الذي يُهندسه المقاطي و بين الفرسان ليست اعتباطيةً بأي حال من الأحوال إنما هي وليدة عقلية عبقريّة و خبرة طويلة في التصميم ، يقول الفارس بدر الفرد : ” إن المصمم الكبير منصور المقاطي رجُلٌ يعرف من أين تؤكل الكتف في التصميم ، فهو ليس مجرّ رجل ورقةٍ و قلم بل إنّه مصمم يدرس الميدان بكل معطياته ويصوغ منه مسلكاً متجانساً يستحق أن تقفزه الخيول و يتباها الفرسان باجتيازه “.
نخلص إلى أنّ المصمم منصور المقاطي أنموذجاً حيّاً للمصمم التفاعلي الذي لا يكتفي بالالتزام بقوانين التصميم و مدارسه الكلاسيكية إنّما يتعدّاها إلى الإبداع الحي الذي يتناغم و ظروف المنافسة بجميع معطياتها من خيل و فرسان و أرضيات و مستويات موجداً في دواخلنا ثقة بالمصمم السعودي الذي يستحق أن يُمنح الأفضليّة و يُمكّن ليُثري بما لديه عالم فروسة قفز الحواجز السعودية .
المقاطي يوسِع الفرسان ” طرباً ” في درع الاتحاد !