في الفروسية :هل كأس الرياض أثمن من كأس جدّة ؟!


من الطبيعي أن نجد مع كل تغيير كبير في أي مجال من المجالات مقاومة من بعض الأفراد ، أو من غالبية الأفراد ذوي العلاقة المباشرة بهذا التغيير حتّى ، و لا أحد يملك أن يستبعد انعكاس هذا السلوك الاجتماعي على مجتمع الفروسية لاسيما مع وجود نقلةٍ نوعية كُبرى لمسناها مع بداية الموسم الحالي في عدة محاور رئيسية فيه كان نظام الأشواط و احتساب النقاط أبرزها .
بالأمس و بعد أن ضجّت وسائل التواصل الاجتماعي بصورة الفرسان المتوّجين بكأس الوزارة وجّه لي أحد المقاومين للتغيير في الوسط سؤالاً استوقفني أشار فيه إلى الفرق الواضح بين كأس الفارس المتوّج في الرياض و كأس نظيره في جدّة و علّق ساخراً :”كأس حقيقي باسم الوزارة في الرياض و آخر بخمسين ريال في جدّة رغم أنّ مُسمّى البطولة واحد ، هل لأنّها جدّة ؟! ” .
في الحقيقة لستُ أدري ماهو العدد الفعلي للفرسان الذين يشعرون بمثل هذا الشعور و لا أعرف كيف نمت فكرة تفضيل فرسان الرياض على فرسان جدّة ، على الرغم من أنّ النظام الجديد للبطولات ينصف الفرسان في جدّة و الرياض ، فلم يعد يتكبّد الفرسان في كلا المدينتين عناء الارتحال من منطقة إلى أخرى بكل ما يكلفه الأمر من جهد و مال كما كان في السابق ، بل و إنّه بدلاً من أن نتوّج بطلاً واحداً بكأس الوزارة أصبحنا نتوّج بطلين أحدهما في الرياض و الآخر في جدّة ، عدا عن تفاصيل أخرى إيجابية يطول شرحها و تعدادها .
و بالعودة لأمر الكأس فإنّ كلّ وزارةٍ يقام الكأس باسمها تُقدّم كأساً واحدة و يوفر الاتحاد أو الراعي للبطولة كأساً آخر ، لذلك يظهر الاختلاف بين الكأسين، و يبقى الكأس مجرّد رمز يدل على اللقب و تبقى القيمة الحقيقية في اقتناص اللقب نفسه لا في اقتناص رمزه .
بقي أن نقول بأنّ رأي العقلاء ينص على ضرورة قبول التغيير من أجل التطوير و حتميّة النظر إلى الجوانب الإيجابية فيه بقدر ما ننظر إلى جوانبه السلبية ، و علينا بدلاً من أن ننتقد لمجرد الانتقاد أن نحصر السلبيات و نناقشها بعقلانية و نبحث فرص تحسينها و صناعة واقعٍ فروسي تُشير بوصلته إلى الأفضل .

8