لماذا استُبعد السهلاوي؟

قد يعاني منتخبنا السعودي من شحٍّ في المهاجمين، وربما لن نجد صعوبةً في حصر الأبرز منهم في الأندية السعودية بكافة درجاتها ومستوياتها، وهذه مشكلةٌ تحتاج لوقتٍ طويلٍ من أجل حلّها وتفادي تكرارها في المستقبل، لكن الآن في هذا التوقيت، ونحن مقبلون على نهائيات كأس العالم في روسيا نحتاج إلى أن نستعين بالمهاجمين الجاهزين، وليس بمقدورنا تجهيز مهاجمين جدد، فالوقت قصير ولن يسعف مدرب المنتخب لفعل ذلك؛ لذا كان من علامات الاستغراب والتعجب خلو قائمة المنتخب الأخيرة التي ستلعب مباراةً دوليةً وديةً مع المنتخب البرتغالي من هداف المنتخب محمد السهلاوي.
في مثل هذه المباريات يجب أن تركز على الأدوات المتاحة، وتعمل على تحسين أدائها من خلال الزجِّ بها في منافساتٍ قويةٍ كمباراة البرتغال، فلماذا استُبعد السهلاوي وهو هداف المنتخب عن مباراةٍ مهمةٍ كهذه؟ وقد يستفيد منها وتزيد من خبرته، ليس لي اعتراض على الاعبين الذين تمّ ضمهم في هذا المركز، وليس تقليلاً منهم، لكن لا يملكون الخبرة والقدرة التهديفية التي يملكها السهلاوي.
فعدم ضمِّ السهلاوي قرارٌ غريب، ولا أحد يعرف ما الهدف منه، خصوصاً أن المهاجمين السعوديين المتواجدين الآن في الدوري السعودي قلة، ويمكن عدُّهم على أصابع اليد الواحدة، بسبب اعتماد الأندية على اللاعب الأجنبي في هذا المركز، إذاً كان من الأولى أن يكون السهلاوي ضمن التشكيلة، ومازلت غير مستوعبٍ استبعاد نجمٍ هدافٍ بقيمة السهلاوي، ولو أن نهائيات كأس العالم في روسيا ستُلعب بعد سنتين ربما استوعبت الفكرة، لكن البطولة ستُلعب بعد أشهرٍ بسيطةٍ، والموجودون في الساحة من لاعبين محليين في مركز الهجوم قلة !
باوزا مدربٌ كبير، لكن ليس معنى هذا أن لا يجد من يناقشه في التشكيلة، إذ ربما يفكر الرجل بطريقةٍ لا تتناسب مع الوضع الراهن لمنتخبنا، وربما يفكر المدرب بطريقةٍ مختلفةٍ، كأن يقول: إن المنتخب لن يصل بعيداً في هذه النهائيات، فلماذا لا أبحث في تجهيز منتخبٍ مختلفٍ عن منتخب مارفيك..!؟
المهمة ستكون صعبةٌ، والمتابعة يجب أن تكون دقيقةً في كل شيء حتى نقدم منتخباً رائعاً في روسيا.

9