يعِدُ البرنامج الجديد الذي أطلقه الاتحاد السعودي للفروسية بنقلة نوعية مهمة في رياضة الفروسية من خلال تطوير عناصر الفروسية كالفرسان و الخيول و مصممو الحواجز ، و الحكام و المدربون و الأنظمة الإلكترونية وغيرها ، و لعلّ أبرز قيمةٍ مُضافة إلى هذا البرنامج هي الاستعانة بالخبرات الدولية و هنا لنا وقفة !
لا شك بأنّه في رياضةٍ كفروسية قفز الحواجز فإن الاستعانة بالخبرات الدولية ” الأجنبية ” أمرٌ مهم يرتقي لأن يكون ضرورة فيما لو أردنا إحداث فارقٍ في المستوى يؤهلنا للحاق بالركب العالمي لهذه الرياضة و هذا ما شهدنا تأثيراته الإيجابية مع بداية هذا الموسم نذكر منها تأهيل عشرة مصممين سعوديين على يد الخبير الدولي السيد / أولاف بيترسون ، و ترقيتهم من مصمم محلي إلى مصمم دولي و هذا أمرٌ جيّد .
لا نعتقد بأنّ أحد يجرؤ على إنكار ضرورة وجود الخبرات الأجنبية كجزء من الخطة التطويرية ، لكن لا يجب أن تكون هذه الخطة جاحدةً للخبرات المحلية ، و على التطوير أن لا يكون على حساب رجالاتٍ صنعت لنفسها تاريخاً ثريّاً كفيل بأن يُمدّ الخطة بالكثير من التغذية الراجعة فيما لو كانوا جزءً من حسابات المسؤولين القائمين عليها ، أذكر منهم على سبيل الذكر لا الحصر الفارس الدولي الكبير فهد الجعيد الذي يملك من الخبرة ما يمكنه من تدريب الفرسان الناشئين و صقلهم على أسس متينة ، و أذكر أيضاً المصمم الدولي منصور المقاطي الذي عمل على تطوير نفسه حتّى أصبح علماً من أعلام التصميم التي يُشار إليها بالبنان في المنطقة ، كما و أذكر المهندس الفارس يوسف البيتوني الذي شهد ولادة فروسية قفز الحواجز في المملكة منذ اللحظة الأولى و عاصر كل ما مر بها من صعوبات و نجاحات حتّى بات يُعدّ أحد أخبر الرجالات بمواطن ضعفها و قوتها أضف إلى ذلك كونه ميدانياً صميماً .
إنّ من المهم جداً أن نحترم وجود الخبرات المحلية بالقدر الذي نحترم فيه الخبرات الأجنبية ، ولا يجب في أي حال من الأحوال أن ترجح كفة أحدهما على الآخر إلّا إذا رجحت كفّة الخبرات المحلية كي يتم تعزيز التوجه الذي يتبنّى صناعة الخبير السعودي .