رئيس النصر والقرار الصعب

أحيانا يبذل الإنسان مجهودا كبيرا بحثا عن إنتاجيةٍ مرضيةٍ، تقدمه للناس كإنسانٍ ناجحٍ يحقق ما يصبو إليه، ويُسعد بتلك النتائج مجتمعا معينا أو فئة معينة من المجتمع، لكن حين يحضر الفشل في كل مرةٍ من خلال النتائج المخيبة للآمال، ومن ثم يفضل البقاء والاستمرارية في العمل رغم كل الخسائر المادية والمعنوية جراء هذا الفشل، فهنا يجب أن نقف عند تشريح الحالة نفسيا، ودوافعها للاستمرار في ذات العمل، فلا يوجد إنسان ناجح على الإطلاق، ولا يوجد إنسان فاشل على الإطلاق، ولكل فردٍ قدرات معينة، لكن يجب أن يفهم الإنسان حدود هذه القدرات، والمجالات التي من الممكن أن يبدع فيها.

إن حبك لعملٍ معينٍ مهما كان حوله من أضواءٍ لا يكفي حتى تواصل، وتطلب أن تستمر، فالنتائج والإنجازات تكشف واقع العمل، وحين يتكرر الفشل في كل مرةٍ فهذا يعني أن هناك خللا ما يتطلب التوقف، حتى لا يصبح العمل عبارة عن تراكماتٍ من الفشل قد تذهب بك وبالمنظومة التي تقف على رأس هرمها إلى نهايةٍ مأساوية.

والحالة النصراوية الآنية مع إدارتها الحالية شبيهة بهذه المقدمة، فالأخطاء تتكرر والفشل مرتبط بها منذ زمنٍ طويل، ولا أحد يفهم لماذا هذه الإدارة مستمرة؟ فتسع سنواتٍ كفيلة بتقديم عملٍ مميز، إن لم يحضر هذا العمل من الحكمة الابتعاد، لا يمكن أن يكون هناك تجنٍ على أحدٍ أو البحث وتصيد الأخطاء لإسقاط هذه الإدارة، والنتائج الإيجابية هي من تلجم الجميع، لكن هذا لم يحدث، ونسبة الفشل التي حضرت مع هذه الإدارة مرتفعة على كافة الإحصائيات، فالديون مرتفعة جدا، والمنافسة على البطولات ضعيفة جدا، وتحقيق الإنجازات يكاد يكون هو الأضعف مقارنة بحجم الإنفاق على الفريق.

وأنا على يقين بأن هناك إداريين يستطيعون بربع الميزانيات التي أنفقت على النصر تحقيق كل تطلعات الجمهور، فالعمل الرياضي يحتاج لخبرةٍ وقدرةٍ على توظيف الأشياء في محلها، وليس من المقبول أن يغير النصر كما هائلا من المدربين في فترةٍ وجيزة، وليس من المقبول أن تظهر ديون النصر في الجمعية العمومية بهذا الحجم، وهو بعيد عن الإنجازات، بل أصبح الآن بعيدا حتى عن المنافسة. هناك خلل ما، وهناك حقيقة تتمحور حول استمرار إدارةٍ ليس بمقدورها تقديم سوى الفشل، لا أحد ينكر إنجازاتها السابقة، لكن هذه الإنجازات ضعيفة مقارنة بما صُرف وبحجم الديون.

7