“فضة” طفلة صغيرة كان ميلادها في موطن الكنغر عام 2000 عاشت حياتها في حسرة وحرقة.. “فضة” اليوم ابنة السابعة عشر ربيعا لم يعد لديها ما تفرح له فالحزن سيطر عليها وقضي على كل أحلامها وآمالها.. فهي وحيدة وغريبة مع أخويها الصغيرين الذين حضرا على صهوة جواد عربي أصيل تخطى الحواجز باقتدار بقفزة الكنغر عام 2000 ومن خلف الضباب 2012 حيث لم يحضر أحد بفلسفة الإغريق أو بأرض التنين أو حتى برقصة السامبا.. فالعائلة الصغيرة لا كبير لها ولا هيبة ولا مكانة.
ليتنا تركنا “فضة” هناك في جيب الكنغر تعيش طفولتها.. فقصتها معنا كصفحة سوداء لم نساعدها ولم نهتم في أخويها أو نبحث معها عن باقي أسرتها.. ففي وجهه “فضة” آلام لا يعرف حرقتها إلا هي وكلمات عجزت رجفت شفتيها أن تنطقها وعبرات لم تسقط بعد من عينيها ورهبة أخفتها حتى لا يفزع أخويها.. فالجميع نساها وأبتعد عنها وتركها معلقة يتيمة ترعى أخويها وهي صابرة لعل أحدهم يأتي قريبا من بلاد الشمس أقصى الشرق حيث سيجتمع العالم من جديد وتوزع الهدايا عام 2020 عندها قد تأتي “ذهبية”.
اليوم “فضة” التي عاشت إنكسار ونكسة هي شاهد على العصر لإخفاقات متكررة وتراجع رياضي مخجل.. ترفع مشكلتها لقمة الهرم التنظيمي الرياضي وبالتحديد للهيئة العامة الرياضة وللجنة الأولمبية العربية السعودية وتسأل لعلها تجد من يجيبها عن سبب تقصير وضعف الاتحادات الأهلية الذي لم يلم شمل العائلة.
باختصار.. “فضة” تقول أن النجاح الأولمبي يقاس بالميداليات.. والانجاز يتحقق برفع علم مملكتنا والفخر والاعتزاز يتمثل بترديد النشيد الوطني.. والفكر الأولمبي عندما يحمل مسؤولية برؤية مستقبلية سينقلنا من مرحلة العشوائية إلى العمل المنظم وستكون انطلاقة نحو تطلعات ذات طموح ورقي وحضارة وسيصنع بطلا رياضيا أولمبي أمثال هادي صوعان وخالد العيد وعبدالله بن ومتعب ورمزي الدهامي وكمال باحمدان وعبدالله شربتلي جميعهم أسماء نفخر بها وسنرويها للأجيال القادمة.
فضة اليتيمة وأخويها