لطالما كانت الرياضة نشاطاً بدنيّاً يمارسه الرياضيون عن طيب خاطر ، يضعون لممارسته أهدافاً صحية و ترفيهية و أخرى مادّيّة ، و مهما كان الهدف منها فإنّها تُعد عملاً محموداً يميّز أصحابها عن غيرهم بميّزات كثيرة ، لكن تبدأ المشكلة عندما تصبح الرياضة عبئاً على ممارسيها لاسيما إذا كان هذا العبء ماديّاً ، ناهيك إذا ما خصصنا رياضة الفروسية بهذا الأمر لما لها من متطلبات و التزامات لا تترك للفارس مجالاً للتملص منها بأي شكل من الأشكال .
و لأننا نهتم بالجانب الفروسي فإننا لم نجد مفر من تسليط الضوء على المشكلات المالية التي تستنزف الحدث الفروسي مؤخراً ، و عليه فقد تم التواصل مع المدير التنفيذي للاتحاد السعودي للفروسية الأستاذ محمد الرجبان الذي تفضّل مشكوراً بتوضيح كل ما طرح عليه في هذا الجانب فكان لنا معه هذا الحوار :
– الكثير من الفرسان يتذمرون من تأخّر صرف جوائز الموسم الماضي إذ أنّ هذا الأمر يضع الكثير من العبء على عاتقهم ، فما هي الأسباب وراء تأخر صرف الجوائز خاصّتهم ؟
لا شك بأنّ مطالبة الفارس بصرف الجوائز هو حق مشروع له و لا يناقشه في هذا الحق أحد ، إنّما على الفرسان قبل توجيه اللوم للاتحاد في هذا الأمر أن يعرفوا بأنّ المسؤول عن مستحقاتهم المالية و التي قام الاتحاد برفعها للجهات المختصة مسبقاً و حصل على اعتمادها هو اللجنة الأولمبية ، و بأنّ الاتحاد لن يتأخّر مطلقاً في صرف تلك المستحقات من جوائز و خلافه لمستحقّيها فور دخولها في ميزانيته ، و يبقى الأمر الجيد أنّ تلك الجوائز موضع الجدل هي في طور الصرف خلال الفترة الزمنية القريبة بمشيئة الله .
– قبل ما يقارب الخمسة أشهر تم توقيع عقود ” برنامج النخبة ” مع عدد من الفرسان ، و قد كانت تلك العقود مصدر تفاؤل و استبشار لجميع الأوساط الرياضية لما تحمله من بنود تنصف الرياضي و تدعم مسيرته ، إلّا أنّ الأمور لم تجري كما كان متوقّعاً لها ، فتفاجأ الفرسان بانقطاع رواتبهم مؤخراً كما أنّه لم يتم تعويضهم عن المبالغ التي قاموا بإنفاقها في المعسكرات التدريبية و غيرها من أمور ضمن العقد لهم التكفل بها ، فمن يتحمل مسؤولية هذا الخلل و إلى متى ستستمر هذه المشكلة ؟
فيما يخص عقود برنامج النخبة فإنّها قد وقّعت بين طرفين هما اللجنة الأولومبية و الفارس ، أي أنّ اتحاد الفروسية ليس طرفاً في هذا العقد إنّما دور الاتحاد فيه مقتصر على تسيير أموره و رفع التقارير حول التزام الفرسان و إخلالهم ببنوده ، و على الرغم من ذلك فإنّ اتحاد الفروسية ممثلاً برئيسه سمو الأمير عبدالله بن فهد قام بدفع رواتب فرسان النخبة على مدى خمسة أشهر من حساب الاتحاد على أن يُعوّض في وقتٍ لاحق من قبل اللجنة الأولومبية وهو الأمر الذي لم يتم حتى الآن ، إلّا أنّ هذا الأمر أحدث استنزافاً لميزانية الاتحاد من شأنه أن يؤثّر على التزاماته الماديّة مما استدعى التوقف عن صرفها ، أمّا بالنسبة لبقيّة البنود فيجدر التنويه إلى أنّ مشكلة عقود برنامج النخبة هي مشكلة عامّة في جميع الاتحادات و ليست مشكلة خاصّة باتحاد الفروسية و الجميع في انتظار إيجاد حل لها .
– فيما لو افترضنا أن برنامج النخبة قد تمّ حلّه لاحقاً فمن سيتكفّل بتعويض الفرسان عن ما أنفقوه على وعد بأن يُعوّضوه ؟
بطبيعة الحال فإنّ أي عقد يتحمّل تبعات الإخلال ببنوده أطرافه الذين قاموا بتوقيعه ، و نحن بدورنا نقف مع الفارس في هذا الأمر و ندعمه في حقّه بالمطالبة بتعويضاته المستحقّة .
و بعد هذا الحوار الذي طُرحت فيه الأمور المالية الفروسية على طاولة النقاش توصّلنا إلى أنّ المسؤولية المالية التي يعيش الفرسان مأزقها هي في ملعب اللجنة الأولمبية و التي يجب أن تجد بدورها حلولاً سريعة لهذا المأزق الذي يؤثّر بشكلٍ مباشر على مستوى الرياضيين الذين وُجدت اللجنة في الأصل من أجلهم .