يعتبر استضافة تجمع رياضي كبير مثل كأس العالم لكرة القدم رسالة تحمل كل معاني الصداقة والسلام والتنافس الشريف وهو بالتأكيد حراك سياسي واقتصادي واجتماعي قبل أن يكون رياضي ونقلة نوعيه للدولة المستضيفة لتقدم ثقافتها وتراثها وحسن ضيافتها ولتعرف العالم بعاداتها وتقاليدها وتطورها من خلال مزج تاريخها مع حضارتها.
وهو أيضا شرف لجميع المشاركين ليكون واجهة حضارية مشرقة ومشرفة لرياضتها ونهضتها.. فالوصول لنهائيات كأس العالم هدفا ومطلبا وحق مشروع.. والأهم أن تكون المشاركة أكثر مسؤولية واحترافية ومهنية تستحق الدعم لتعزيز الدور الوطني والانتماء.
فالمشاركة في المونديال لا تحتاج الشحن التوتر والتعصب ولا المهاترات العبث والفوضى.. والطرح لا بد أن ينبع من خلال استشعار المسئولية والحس الوطني.. فالمكاسب المتوقعة من المشاركة أبعد من الرياضة وإذا كان هناك هدف رياضي فهناك غاية وطنية وسمعة بلد.. والميزانية التي ستصرف في كاس العالم ليست ميزانية رياضية بل ميزانية وطنية تستثمر بطريقة تحقق مكتسبات إيجابية وتقدمنا للعالم بصورة مشرفة.
فرحتنا ليست من أجل الوصول للملاعب فقط ولكن للتواجد على الأراضي في المحفل العالمي لتقديم صورة رياضية وحضارية جميلة تقام على هامشها الكثير من الفعاليات والأنشطة والمعارض واللقاءات لتعرف العالم بحضارتنا وثقافتنا وعاداتنا وتقاليدنا وتراثنا وأن تقام خيمة سعودية ومنتدى مصاحب للبطولة.. وأن يكون التفاعل الرسمي والشعبي والإعلامي على قدر من المسؤولية.. فجميع شعوب العالم حضرت لتكتشف وهي اليوم أكثر تقارب وتفاعل ومهيأ ومتشوقة لتقبل كل ما لدينا لذلك علينا أن نبادر بالوصول لقلوب الشعوب.
كل سعودي متواجد في كاس العالم مهما كان موقعه هو سفير للوطن وواجهة له ولا بد أن يترجم ذلك على أرض الواقع لنخرج بمكتسبات تؤكد للعالم مدى أصالتنا ومحبتنا للصداقة والسلام وأننا بعقيدتنا ووطننا ومبادئنا نحمل رسالة إنسانية وأيدينا ممدودة للجميع.
باختصار.. علينا أن نرتقي بتعاملنا مع الأحداث العالمية باعتبارها ملتقى دولي وكأس العالم لكرة القدم فرصة لتكون لنا بصمة نقول من خلالها للعالم من نحن بطريقة حضارية.. لذلك لا بد أن نصل للعقول والقلوب لنرسم صورة جميلة عن وطننا.