تأهل المنتخب وإنهزم الإعلام

أثبت نجومنا أن منتخبنا رقما قويا وصعبا على مستوى القارة الآسيوية.. كيف لا وهو المتوج بثلاث ألقاب قارية ومتأهل عنها للمونديال أربع نسخ وهذه المرة الخامسة.. وما قدمه المنتخب خلال التصفيات المؤهلة لكأس العالم 2018 ما هو إلا تأكيد على أن الأخضر وإن ابتعد فإنه لا يغيب كثيرا.. لذلك كان لابد أن يعود بكل كبرياء وعز وفخر.. فمبروك لنا جميعا هذه المستويات وهذا التأهل.
لقد كانت هناك التفافة ولحمه وطنية في منظومة العمل في جهاز الكرة الإداري والفني واللاعبين والجماهير.. الجميع قام بدورة إلا الإعلام الرياضي.. أو الكثير من الإعلام المتعصب ذلك الحلقة الأضعف المؤجج والمظلل والذي تعود على تشويش أفكار شبابنا ونشر التعصب وهدم المبادئ والقيم وأعطى مساحة للجهلاء من غير ضوابط.. إعلام مارس خلال مشوار المنتخب في التصفيات سياسة التقليل والتشكيك وبطريقة استفزازية ومحبطه للشارع الرياضي واستبعاد للحظوظ وهاجم سياسة اتحاد الكرة وعمل الجهاز الفني وأداء اللاعبين ودور الجماهير.. انتقادات تأتي باستهتار وإسقاط حاول الكثير منهم أن يفرض الوصايا ويستعرض العضلات ويلعب دور البطل.
نعم واقعيا وقبل التصفيات النهائية كان هناك تخوف ومؤشرات غير إيجابية ونعرف بأن الحظ ونتائج الفرق قد تخدمنا وهذا حال الكرة.. معها كان لابد أن يكون للإعلام دورا في رفع الحالة المعنوية وبث الحماس وتحفيز الجميع بدلا من التخاذل والظهور بتلك السلبية.. إعلام لم يظهر وقت الزرع واليوم يحاول أن يظهر وقت الحصاد.. لذلك مكانه الصف الأخير من الإنجاز أو خارجه وليس كما يعتقد كهولته ومنتفعيه بأنه شريك نجاح.. فما قدمه الإعلام الرياضي في التصفيات هي ثقافة مشوشة ورسالة هابطة وبضاعة رخيصة مشبعة بالتعصب مع غياب المهنية والإنصاف والحياد.
المشكلة أن البعض حتى الآن مستكثر الفرحة على نفسه ولا زال يتكلم عن الحظ ومستوى المنتخب وتصعب عليه كلمة مبروك للوطن وللشارع الرياضي لأنه يظن أنها هزيمة له ولطرحه ولا زال يتوعد بالكارثة في النهائيات يقولها وكأنها أمنيات.. هنا لا نشكك في وطنية أحد ولا نعمم ولكن هو نقد لحالة تعاطي الإعلام مع مشوار المنتخب الذي تخلى عن الكثير من المبادئ والقيم والمنهجية وكذلك الرسالة التي تخدم الوطن والرياضة وتساهم في تحقيق الأهداف.
باختصار.. مبروك للوطن هذه الفرحة واعتقد أن الكثير من البرامج الرياضة المليئة بالغطرسة والاستهتار بسبب الجهل وعدم الثقة والتعصب أعطت الفرصة الغير مستحقة لهؤلاء المؤججين الأعلى صوتا والأكثر جهلا والأقل ذوقا خسرت الكثير من مصداقيتها وثقة الجماهير.

14