كل ما في الأمر أن إدارة الهلال تحركت وفق خطةٍ واضحة وأهدافٍ معينة، وعملت كل ما بوسعها من أجل أن تصل بالهلال إلى لحظات التتويج، ففي منافسات كرة القدم 1 + 1 = 2، لا يمكن أن تفعل شيئا بعيدا عن العناصر والعوامل التي تجعل من أي فريق كرة قدمٍ بطلاً لموسمٍ رياضيٍّ طويل.
حكاية البطولات في الهلال سهلة، وليست معقدة كما يعتقد البعض، فهناك مجموعة أعضاء شرفٍ يرون أن الهلال ككيانٍ هو الأهم، فانطلقوا من هذا المفهوم إلى أن أصبح فريقهم صديقاً دائماً للبطولات، بينما في أنديةٍ أخرى لا تجد هذا المفهوم سائداً، فهناك مَنْ يغذّي الاحتقان، ويسير بالفريق حيث يحدث الانقسام بين الجماهير والإدارات وأعضاء الشرف؛ لذا ستجد أن مَنْ لديه القدرة العالية على توفير المناخ المناسب بمساعدة كل الأطراف المعنيين بتفوق هذا الفريق سيجد نفسه بطلاً في كل موسم، وهذه القاعدة لا تنطبق في السعودية إلا على الهلال، وحين يتأخر في حصد البطولات الكل يتحرك ويبحث عن الأسباب، فإن كانت المشكلة في رأس الهرم طُلب منه الرحيل، وإن كان في الأدوات التي تصنع النجاح تم تلافي الأمر والبحث عن الأدوات الأكثر فائدة.
الهلال ينطلق من قاعدة جميلة: «يد الجماعة هي العليا»، لا مجال للوقوف مع شخص، وآخرون يقفون مع فكرةٍ أخرى أو شخصٍ آخر، فالعمل المنظم المدروس بعنايةٍ فائقةٍ يحتاج إلى مجهودٍ وتعاونٍ من الجميع، فالمنافسة في كرة القدم تتطلب الصدق والجهد والتركيز في العمل، أما المؤامرات والبحث عن إسقاط الإدارات كما يحدث في النصر والاتحاد والأهلي فلن تقدم إنجازاتٍ، وسيظل الهلال مغرداً خارج السرب، فالصراع على أكثر من جبهةٍ يفقد أي شخصٍ التركيز، ويجعله في حيرةٍ من أمره، لمَنْ يهب مجهوده، للعمل أو لمحاولة حل كل ما يدور حوله من مشاكل مفتعلة قد تسقط الفريق. الهلال بطل لأن هناك مَنْ هم مهتمون بأن يظل بطلاً.