حقق الهلال لقب الدوري السعودي للمرة الرابعة عشر في تاريخه وبمختلف مسمياته على مر السنين وكذلك طرق تتويج البطل التي مررنا بها.
غاب الهلال عن تحقيق بطولة الدوري منذ عامي ٢٠٠٩ و ٢٠١٠ مع العملاقين البلجيكي جيريتس والارجنتيني كالديرون حيث كان الهلال مرعباً ومخيفاً لخصومه لدرجة ان الخصم يتمنى ان يخرج بأقل الخسائر وحقق الفريق آنذاك نتائج تاريخية وكبيرة حتى مع اقوى المنافسين .. دفع الهلال فاتورة تحقيق الدوري بمدربين خبيرين وكذلك اجانب مميزين وبوجود ابرز النجوم السعوديين … ولكن بعدها كان الهلال يكتفي بالمنافسة فقط ويتوقف او بالأحرى يتعثر قبل الامتار الاخيرة من ختام الدوري والسبب ان الفريق اكتفى بالسير على خطى من سبقه ولكن بخطط غير ناجحة واختيارات ضعيفة وتخبطات ادارية وفنية لا تحمل الفكر السابق ، ورغم اهمية تحقيق بطولة الدوري في جميع دول العالم الا أن الهلال كان منافساً قوياً محلياً بتحقيقه بطولة كأس خادم الحرمين الشريفين وكأس ولي العهد وآسيوياً بالوصول إلى نهائي كأس دوري أبطال آسيا .. وهذا إثبات أن الهلال وخلال أربعة عقود ماضية منافس ثابت على البطولات والبقية متغيرون .. ولعلي هنا أتساءل وأجيب هل حقق الهلال بطولة دوري جميل لهذا الموسم بنفس مستوى واداء الفريق في اخر بطولتين حققهما الفريق ، بالتأكيد ومن وجهة نظر شخصية وفنية أرى ان موسم الهلال الحالي أقل فنياً ومع ذلك حقق الفريق الدوري بجهود ادارية جبارة وعمل فني مميز للغاية مع مدرب عالمي وهو الارجنتيني رامون دياز الذي استطاع بحنكته وخبرته الفنية ان يقود الفريق للقب الدوري رغم ضعف مستوى بعض اللاعبين الاجانب وقلة العناصر المحلية في بعض المراكز بالاضافة الى معاناة الفريق من الاصابات وتقدم عدد كبير من اللاعبين في السن ..
منذ عام ٢٠١٠ كان الهلال يفتقد الى المدرب الخبير الذي يصنع من الضعف والنقص قوة وتحدي وإرادة … حضر دياز في منتصف الموسم تقريباً ولم يكن له رأي في اختيارات اللاعبين الاجانب والمحليين … وفي الفترة الشتوية طلب استقطاب السوري المميز عمر خربين وسار بالفريق الى طريق النجاح بذكاء ودهاء وبما يتوفر من امكانيات بشرية … وانا لا أغفل هنا جهود الادارة واللاعبين والجماهير واعضاء الشرف ابداً فهم شركاء في النجاح ولكن اذا أسندت الامور الى الشخص الناجح في مجال تخصصه فإننا نتوقع نجاح باهر بالتأكيد ..
الخطوة الأهم الان هي التجديد مع دياز لمدة لا تقل عن موسمين وتسليمه أمور التعاقدات المحلية والاجنبية والاعتماد على ابناء النادي الموجودين وإعادة المعارين فالهلال يملك كتيبة من اللاعبين المحليين الصغارالذين هم بحاجة للفرصة فقط بالاضافة إلى خبرة ودهاء وروح دياز وسيكون هناك اعادة لموسمي ٢٠٠٩ و ٢٠١٠ تذكروا هذا جيداً ..
بإختصار شديد …
منظومة العمل في اي نادي يجب أن تكون متكاملة من النواحي المالية والادارية والفنية ( رئيس يملك المال واداري محنك ومدرب داهية وخبير )
من واقع خبرة فنية أجزم أن الكرة اللاتينية تتوافق وتتناسب كثيراً مع امكانيات لاعبينا ويبقى الاهم اختيار المدرب بعناية فائقة مهما كلف الأمر .