وكأن هذه السطور كانت هنا يوماً ما ، ثم عادت في ظروف مشابهة لم يتغير فيها الجاني ، والضحية هي الضحية .. الجديد في الأمر هو أن تلك الأوهام التي كانت توزع مجاناً ولا تباع لم تعد كذلك ، فقد جاء هوامير المتاجرة بعواطف الجماهير فوضعوها في علب وقوالب برّاقة ، كتبوا عليها “الهلال يغلي” ثم عرضوها على الشاشات والصحف ومواقع التواصل بأشكال ومقاسات مختلفة ، تحدُوهم رغبة جامحة في تحقيق أهداف وغايات ليس من بينها ما يعود على المستهلك /المشجع ولو بـ حقنة أنسولين أو قُرص “بنادول” ، هذا المشجع الذي كان لديه فرصة مبكرة في تمرير غضبه من شيء قادم يعرفه جيداً ، فضّل أن يستظلّ بسحابة الوهم عن شمس الحقيقة الحارقة ، فعادت إليه الخيبات بأثر رجعي ، كفواتير مؤجلة آن سدادها .. انتهى كل شيء ، فلا أعذار تُطاق ولا أوهام صالحة للاعتناق ، ولا شيء يكفي للبقاء على قيد الأمل ، إنها الحقيقة حين تُطلّ بوجهها الصارم والمخيف ، ووجعها المستبد الذي يرفض كل أساليب التفاوض مع المسكنات ، لابد لها أن تظهر لتؤكد على أن الهلال قادر كما في كل مرة على أن يضرب بعصاه الوهم ويشقّ طريقه بثبات نحو انجاز ومجد جديد .. فمبروك للزعيم والزعماء ..
دمتم بود ،،،