في مثل هذا التوقيت من العام الماضي _ أي في نهاية الموسم الفروسي _ كان لي مثلما هو الحال في كل عام حوارٌ مطوّلٌ مع سمو رئيس الاتحادين العربي و السعودي للفروسية الأمير الفارس عبدالله بن فهد بن عبدالله آل سعود دارت فيه الأسئلة حول تقييمه لمدى نجاح الموسم المنصرم في وقتها و تقديره لنسبة الأهداف التي تمّ تحقيقها فيه و عن تلك التي وضعها للعام القادم ، في وقتها كان الرئيس يتحفّظ بشكلٍ واضح على إطلاق الوعود بالمجّان ، حريصاً في الوقت ذاته على أن لا يطلق عنان الأهداف ، إنما كان دقيقاً في صياغة الأهداف التي صرّح بها لي ، و لا أنكر أنّ ذلك كان محبطاً بعض الشيء ، فالحق أنني كنت أتوقّع منه أن يبيعني أهدافاً مُدوّية تُضفي البريق الخاطف لحوارنا و أذكر أنني في وقتها قلت له بصراحة : ” أنت لم تبعني عنواناً واحداً مدوّياً !” ، و أذكر أنّه قال لي عندها :” بعتُك ما هو أهم من العناوين المدوّية ، لقد بعتك الصدق !” .
أعترف بأنني لم أكن أعي في وقتها المعنى الجوهري لما قاله فقد كنت _ كأي صحفي يحظى بحوارٍ مع الرئيس _ أطمح للحصول على ماهو مثير و مختلف ، لكنني اليوم و على أعتاب نهاية الموسم الفروسي و أنا أنظر للأهداف التي كان قد ذكرها في حوارنا و قد تحقق معظمها سواء كانت تلك التي تخص إنشاء منتخب يضم عدداً من الفرسان المخضرمين و الشباب ،أو ما يخص منها برامج دعم الفرسان ، و تلك التي تعِد بفتح الأبواب أمام تفعيل دور القطاع الخاص في الصناعة الفروسية ، و السعي للنهوض بمستوى البطولات المحلّيّة و غيرها من الأهداف ، اليوم و الستار يُسدل على الموسم الفروسي استطعت أن أقرأ في ملامح سموّه ابتسامةً تُشبه الرضا تارةً و تشبه نشوة تحقيق الأهداف تارةً أخرى فعلمت أنّه عندما باعني الصدق في وقتها كان حقّاً يبيعني ما هو أهم و أبلغ من مجرد عناوين مدوّية ، و اليوم لا أنكر بأنني أتوق لأعرف أي ابتسامةٍ تلك التي قد يقرأها الوسط الفروسي على محيّا سموّه في العام القادم إذا أمدّ الله في أعمارنا .
أي بتسامةٍ تلك التي على محيّا الرئيس ؟!