جروس شاهد ماشفش حاجة

تخسر في كرة القدم أمرا عاديا ولكن تخسر وأنت تملك نجوماً ساطعين ودوليون في المنتخب الأول وتملك دكة احتياط قوية لو تواجدت في أي نادِ يصارع على الهبوط لتصدر الدوري برمته أو نافس على ماتبقى من بطولات ، الخسارة عندما تكون من خصم لا يضاهيك في الإمكانيات المادية والمعنوية قد تكون غير مرضية في أحلك الظروف ولكنها قد تكون واقعية على أرض الميدان وليس بحسابات الورق ، خسارة الأهلي برباعية قدساوية لم يتوقعها بنو قادس ولا حتى الشامتون وخابت ايضا توقعات محللون PRO SPOTS التي طالما أصبحت شؤماً على الجماهير ، أنتصار بنو قادس ليس تقليلاً في ادائهم الممتع إذا مانظرنا لفارق المستوى الفني مابين الناديين وموقعهما في سلم الدوري مابين منافس على اللقب ومابين آخر يبحث عن مناطق دافئة ، جولة مشتعلة فوق سطح صفيح ساخن لكلا الطرفين وإن كان الأهلي أحوج لمزاحمة الوصيف ولكن عزيمة وروح أبناء الشرقية حطمت فارق الامكانيات والتوقعات وتسيدوا المشهد وبعثروا أوراق الدوري ، مسرحية قروس استهجنتها جماهير الأهلي مُنذ إعلان التشكيلة الاساسية ألتي ضمت تواجد البصاص الغير جاهز و وجود الأفضل حسين المقهوي وكذلك إشراك معتر الهوساوي العائد مَن الإصابة ، وإقحام الرحيلي متقلب المزاج وأهمال باسم عطا الله وهبوط مستوى نصف اللاعبين في مباراة كانت منعطف حاسم في مشوار الأهلي لم يحسّن التعامل مع متطلباتها ، جروس شاهد على مسرحية زلزال القادسية رغم التحذيرات المبكرة قبل الجولة من المقربون والاصدقاء ولكنه لم ينصت لهم ولم يحرك ساكناً رئيس النادي في مناقشة الكوتش واكتفى وجدي الطويل ومحمد شيلية لمشاهدة مسرحية جروس ألتي عصفت بالأهلي وجماهيره بعد خروجهم قبل صافرة النهاية والحزن والدموع تتساقط فوق محاجر أعينهم كالمطر ، خسر الأهلي لعدة عوامل أهمها مبالغتهم المفرطة في إستمرار الأفراح بعد رباعية الاتحاد والعامل الثاني عدم احترامهم لبنو قادس وكأن نقاط القادسية مضمونة وحدثت المفاجأة ألتي لم يحسب لها الأهلاويين حساب ، ولكنها كرة القدم لا تعترف الآ بمن يخدمها وينصاع لأمرها ، الأهلي في اختبار جديد لرد الدين إذا ما أراد مصالحة جماهيره ورد اعتباره ولقاء الاثنين مَع بنو قادس قد يحمل لنا أخبار مختلفة لاسيما المباراة القادمة دَوْر 16 من مسابقة كأس الملك لا تقبل القسمة على أثنين ولابد من خروج خاسر ومن يقبل الخروج على حساب الآخر سيكون سعيد الحظ ؟ ملحمة جديدة ستشهد تنافس غير طبيعي بعد رباعية القادسية وهنا تبدأ التهيئة النفسية وان كان الأهلي يفتقد لوجود الأداري الفني المحنك لضعف شخصية وجدي الطويل وهدوء محمد شيلية ويقع العبء الأكبر على روح اللاعبين في مثل هذه اللقاءات الحاسمة، وأن تكرر سيناريو مباراة الدوري لن أبالغ الأهلي سينهي مشواره مبكراً ويخرج من المورد بلا حُمُّص مودعاً كافة البطولات التي حققها في موسمه الاستثنائي 2016 وسيخسر تلك المكتسبات لسوء التدبير والتخطيط، وأن كُنت ما زلت أراهن على شخصية البطل لآخر لحظة. فهل يعود الملكي لسابق عهده أم ستكون الايام المقبلة حُبلى بالمفاجآت.

ومضة
الوقت لو زان لك يا صاح مادامِ
يا سرع ما تعترض دربك بلاويها

8