في يوم السبت الماضي تمت ثاني عملية اقتراعٍ في تاريخ الكرة السعودية، في هذه المرة لم تكن الصورة جميلة بالقدر الذي يفرض على أي متابعٍ أن يمنحها التميز عن المرة السابقة؛ وذلك لعدة أسباب: لعل أبرزها وأهمها ما صاحب هذه الفترة من شد وجذب بين المتنافسين، والذي لعب دور البطولة في هذا المشهد الإعلام الرياضي، الذي حول العملية الانتخابية إلى منافسة كروية بين النصر والهلال. فالإعلام المهتم بالشأن الهلالي يقف مع عادل عزت ويرفض ترشيح سلمان المالك، وزاد من هذا الرفض تصريح رئيس الهلال قبل الانتخابات عن سلمان المالك، وأن الهلال لن يرشحه لهذا المنصب، بحجة أن المالك لم يوفق في تصاريح كثيرة قالها، كانت كلها ضد الهلال، أما الجانب النصراوي فهم يرون أن عادل عزت مرشحٌ غير مناسبٍ بالنسبة لهم؛ وذلك لأسباب مشابهة للأسباب التي استند عليها إعلام الهلال، يحكمها في النهاية التعصب والخوف من غياب العدالة في منظومة كرة القدم مستقبلًا، وهذا الأمر عند العقلاء مستحيل، ولا يمكن أن يحدث، فالعمل الرياضي وخصوصًا في كرة القدم متابع بشكلٍ كبيرٍ ودقيق، والكل يستطيع أن يحكم على أي قرارٍ متى ما صدر عن اتحاد الكرة؛ لذا من يأتي لمنصبٍ حساسٍ مثل رئاسة اتحاد الكرة سيكون حذرًا بشكلٍ كبير، ولن يُقدم على أي خطوةٍ ممكن أن تكون سببًا في إثارة أمرٍ ما يحتمل شبهة معينة.
من خلال تلك الأحداث أصبحت العملية الانتخابية محل اهتمامٍ من الوسط الرياضي، عكس مرحلة الانتخابات الأولى التي فاز بها أحمد عيد؛ لهذا كان التركيز عاليًا، وكان من المفترض أن تظهر لجنة الانتخابات بصورةٍ أفضل مما ظهرت عليه، فالأحداث كانت تشير إلى أن المتابعة والاهتمام سيكون كبيرًا وملفتًا للانتباه.
إن ما حدث لحظة الاقتراع لا يدل على أن هذه العملية الانتخابية الثانية التي تحدث في اتحاد القدم، ويعتقد أننا في السعودية ما زلنا في البدايات، ونخوض التجربة لأول مرة، وهذا موقفٌ غير جيد، ولا يخدم المشهد العام لرياضة الوطن، خصوصًا وأن ما حدث كان في حضور مراقبين من الفيفا والاتحاد الآسيوي يقيّمون العمل الانتخابي ويكتبون تقاريرهم، فالجانب القانوني للعملية الانتخابية كان ناجحًا وفق القواعد والأنظمة الدولية، لكن الضعف كان في التنظيم على المسرح، فلم تكن الأمور تسير على ما يرام، ومَن يشاهد المشهد من بعيدٍ يرى مدى الفوضى التي كانت على المسرح، وفي حدثٍ مهمٍّ مثل هذا يحضره شخصياتٌ مهمةٌ من خارج المملكة كنا نحتاج أن نظهر بالصورة الجيدة التي تليق بنا حتى يُنقل عنا الصورة الجميلة، فمما لا شكّ فيه أن المقيمين أو المشرفين على العملية الانتخابية قد دوّنوا في ملاحظاتهم بعض النقاط عن التنظيم، وطريقة تنفيذ العملية الانتخابية، ولا أعتقد أن أي جهةٍ رياضيةٍ في العالم ممكن أن تطلب تجربتنا حتى تطبقها تنظيميًّا في دولتهم؛ لذا كان من المهم أن نركز في هذه التفاصيل التي قد تبدو بسيطةً لكنها مهمة، فالعمل المتكامل يحتاج منّا تنظيمًا جيدًا حتى يسير وفق ما نتمناه.
وأخيرًا.. يبقى أن نقول: إن الانتخابات في كل دول العالم ليس بالضرورة أن ينتج عنها الأفضل أو الأقل في الإمكانيات، هي لعبة من يجيد التعامل معها، ويكسب أصوات الأغلبية سيفوز، وفي النهاية يبقى تقييم العمل في المستقبل هو الأهم، فبعد أربع سنوات -إن شاء الله- سنقول رأينا في عادل عزت وفريق عمله، ومن العدل أن نفعل ذلك..!
دمتم بخير…
zaidi161@
انتخابات ينقصها التنظيم..!