في بداية الألفية الجديدة بدأى سور النصر الكبير يتهاوى شيئاً فشيئاً حتى أتى عام 2007 حينها لم يبقى للنصر سوى حطام ذلك المجد التليد وكثيرٌ من الهزائم والإنكسارات.
في الجهة المقابلة يُعتبر ذلك العصر عصراً ذهبياً لأصفر جده حيث أنه أصبح يقارع أندية أسيا حتى وصل لغايته المنشوده حيث تعملق في مونديال العالم للأندية ووضع بصمته أمام العالم أجمع.
لم يدر بخلد النصراويون أنهم سيعاملون بنوع من انواع الجفاء حتى من أقرب الأصدقاء، لتمر تلك السنوات عليهم كمنهج دراسي ليرتشفوا دروس الإنتماء والوفاء لكيانهم الشامخ.
توافقت الألوان وبدأ النصراويون في التعاطف مع إتحاد جده كون الاثنان تربطهمها علاقات جداً وطيدة ، ابرزها عضو الشرف النصراوي منصور البلوي حين كان رئيساً لإتحاد جده العملاق.
حتى ان بعض الصفقات بين الناديين قد أتت بطريقة ودية تشوبها نوع من أنواع الأخوة بين الأصفرين ، ولو أن البعض إعتقد بل وأجزم بأن مواجهات الطرفان تتم بطريقة مبايعة للأخر.
في تلك الأعوام الوخيمة كان الإتحاد مهيمناً على مواجهات النصر وبالنتائج الثقيلة ، وتوافقت تلك السيطرة كما قلنا مع انكسار النصر وابتعاده كلياً عن البطولات.
في ذلك الزمن يظهر الإتحاديون على التلفاز ويجاملون النصر بنوع من المحبة والإخاء ولكن على أرض الملعب نجد العكس تماماً حيث يدخل الاتحاد المباراة بنوع من التحدي والخشونة حتى أن المتابع الجديد يعتقد أنها مباريات كؤوس، بالرغم من أن الكفة غير عادلة فنياً في تلك الحقبة.
.. مرت السنوات ودخلنا في العقد الثاني ليتوهج نصر كحيلان وينفض غبار ذلك الماضي اللعين في حين ذلك بدأ الصديق الأخر ” عميد جده ” في النزول شيئاً فشيئا حتى تهاوى كلياً بعد عقدٍ كامل.
انتصر النصر عام 2012 على الاتحاد في جدة بعد سيطرة اتحادية طويلة لتبدأ العقدة بالإرتداد على الطرف الأخر ويسيطر النصر كلياً على الإتحاد حتى اليوم ونحن ندخل في عامنا الجديد 2017.
في السابق : لم يرحم الإتحاد إنكسارات النصر ولم يبالي بتهاوي الخصوم عليه في نجدٍ العذية ليبدأ هو الأخر بتفرعنه على صديقه القديم.
يعتبرها بعض المتابعون طعنه في خاصرة النصر وجهها له صديقه القديم في والذي يشاطره اللون والشهره، في حين لم يتوانى النصر في تسديد تلك الفواتير بضربات استبقاية وسيطرة طويلة الأمد على صديقه القديم، ليقترب فارس نجد من إذن صديقه العميد وهو يصارع الشيخوخة وينشد له أبياتاً لأبو البقاء الرندي :
هي الأيامُ كما شاهدتها دُولٌ
مَن سَرَّهُ زَمنٌ ساءَتهُ أزمانُ.
وهذه الدار لا تُبقي على أحد
ولا يدوم على حالٍ لها شان