رأيته وقد وضع ساقاً على ساق في جلسة ارستقراطية فاخرة ومهيبة .. الأصابع متشابكة، والنظرات حادة بما يكفي للإيحاء بالثقة وقوة الموقف، لا أُخفيكم سراً أني عندما شاهدته في تلك الحالة قلت في نفسي “أجزم بأن ما سيقوله هذا الرجل سوف يغير مجرى التاريخ الرياضي برمّته” تمرّ الدقائق وكأنه يتقلب على جمر الغضى منتظراً دوره بالكلام، اقتربت ساعة الصفر التي ستنقلب فيها الدنيا رأساً على عقب، يا إلهي !! الرجل يتأهب للكلام بعد إيماءه مزلزلة وغاضبة توجه بها نحو رئيس اللجنة ليسأله : لماذا تجاهلتوا أعظم انجاز للأندية السعودية والمتمثل في وصول النصر للعالمية ولم تضعوه في سجل بطولاته ! فتبسم رئيس اللجنة وكأني بأبي حنيفة حين تبسم لولا أن ديكور الاستديو لا يسمح له بأن يمد قدميه ..
البطولات لا توثقها البيانات والإنفعال المفتعل هروب إلى الأمام، وهذا الاستخفاف باللجنة وأعضائها لن يغلق باب التوثيق الذي بات أمراً حتمياً تفرضه الفيفا على جميع المؤسسات الرياضية بمعايير منطقية وواضحة وغير خاضعة على أي حال للرغبات والعواطف، فعلى بعض الأندية تسخير كل طاقتها لإثبات بطولاتها التي تتوافق مع معايير اللجنة بدلاً من إهدارها في صراخ وضجيج لا طائل منه، فالنتائج التي أعلنتها لجنة التوثيق لاتزال أولية ولازال بإمكان تلك الأندية تحسين سجلها البطولي وجعل الصورة أقل بشاعة وإن كنت لا أظن ذلك.
دمتم بود ،،،
منيف الخشيبان
Twitter@munif_kh