إبن المدير !!

رامي العبوديطلاب المدارس حتى وإن كانوا في المرحلة الإبتدائية يعرفون بعضهم البعض جيدا.. ويعرفون مستوياتهم التحصيلية .. وكان كل الصف وقتها يعلم أن تحصيل إبن المدير لا يؤهلة لأكثر من الترتيب الأخير أو القبل الأخير ورغم ذلك لم يعترض أحد عندما كان يأتي ترتيبه في المنتصف .
حدثت هذه القصة قبل أعوام ليست بالقريبة وكنا في نهاية الفصل الدراسي الخامس وفي يوم تسليم النتائج تسربت أنباء بأن إبن المدير قد حصل على المركز الأول في الصف وكثر الهمس وتنامى الى أن أصبح مسموعا .. وما بين غضب وحيرة أضمر تلاميذ الصف الخامس في أنفسهم شيئا بعد إتفاق مسبق بينهم .
وفي لحظة تسليم النتائج دخل الجميع الى الصف وجلس كل في مقعده وكانت العادة وقتها أن يتلو المدرس مسؤول الصف الأسماء بالترتيب ويصفق التلاميذ لأصحاب المراكز العشرة الأول … وبدأ الأستاذ .. الأول فلان إبن المدير ولم يصفق أحد .. وتلفت المدرس يمنة ويسرة .. لماذا لا تصفقون .. لم يجبه أحد فأعاد تلاوة إسم إبن المدير ولم يتغير شيىء ولم يسمع تصفيقا .. فتجاوز مسؤول الصف الأمر ثم تلى إسم صاحب المركز الثاني فأنهال التصفيق مدويا يرج جنبات الصف ولفترة ليست بالقصيرة .. فذهل المعلم وأستمر في تلاوة الأسماء الثالث والرابع وحتى العاشر وأستمر التصفيق مدويا من كل أرجاء الصف باستثناء ابن المدير الذي جلس منزويا في ركن قصي لا يستطع أن يرفع عيناه عن الأرض حتى لا يواجه نظرات زملائه … وهكذا فقد أقر تلاميذ الصف الترتيب الذي يعرفونه هم ولم يعيروا إهتماما لترتيب المدير وإبنه .
الكثير من الإحصاءات والتقييمات يمكن التلاعب فيها حتى عندما تكون الحقائق واضحة ومثبتة للجميع .. ولكن الإعتراف بهذه الإحصاءات والتقييمات المزيفة لن تجد القبول عند الجميع ولن يصفق لإبن المدير إلا ذويه … مع تحياتي المثلجة للجنة توثيق البطولات .
الرمية الأخيرة :-
دوري هذا الموسم واضح أن التنافس فيه سيكون محتدما حتى الخطوات الأخيرة منه وبين أربعة أندية على أقل تقدير .. ولذا يجب زيادة عدد الحكام الأجانب وجعل الرقم مفتوحا لمن يرغب حتى لا يذهب اللقب لإبن المدير كما أشار صاحب تغريدة الترتيبات الدنيئة .

14