أمْر طيِّب أن يكون لدى اللاعب الرياضي ثقافة عامَّة كانت: تربوَية أو صحية أو تعليميَّة أو اجتماعية, أو إِعلامية بها يخاطِب الجماهير الرياضية, و يَختار الألفاظ الطيِّبة. و لكن من الضرُوري أن يتمتَّع لاعب كرة القدم بثقافة رياضية.فثقَافة لاعب كرَة القدم توفِّر عليه أمورا كثيرة، وتختصِر له الطريق , و تقطَع المسافات نحو الأفضل و النّجومية , و يَستثمر الفرَص العديدة , و يكسَب الوقت  من أجْل الفريق ، خاصة في عالَم الاحتراف الذي  يتطلَّب من اللاعب العَقل و المَوهبة و التعامل السليم مع الآخرين ذوِي السلوك المتقلِّب , و التعامل بمَهارة و فن مع كرة القدم , و تساعِده على النجاح و التفوُّق و الإِبداع في المجال الرياضي , فيقدِّم العطاء الرياضي بشكْل صحيح , و يتحَلى  بسلوكيَّات طيِّبة تعِينه على أداء عمَله بصُورة سليمة. و لكن هل الرياضي يملك ثقافة رياضية تزيده في العطاء و التألق و النجومية و الإبداع ؟! و هل تحقيق  الأهداف الرياضية عن مهارة و إِتقان , أَم  عن طريق  الحَظ ّ و الصُّدفة , فالكثير من اللاعبين لا يُدرك قوانين كرة القدم المختلفة , و لم يطِّلِع على لوائح الاحتراف  , فيتصرَّف تصرُّفات خاطئة , و يخرُج عن الرُّوح الرياضية، فالرياضة فنّ و ذَوق و أخلاق و فَوز أو هزيمة , و يرتكِب الأخطاء و المخالَفات بسبب اللعِب المتَهوِّر  , أو يتعرَّض للبطاقات المُلوَّنة , أو الإصابات  ,فيكون ذلك سببا في ابتعاده عن الفريق مباريات , أو ينال عقوبة بسبب سُلوكه الخاطئ  , فيؤَثر على الفريق , و يتأثَّر عطاؤه الرِّياضي , ومن الأخطاء الوقُوف أمام اللاعب أو دفْع  اللاعب , و يتم ُّ منْح  اللاعب الذي تمَّ عرقلَته رَكلة حُرَّة مباشرة أو ركلة جَزاء و يعتمِد ذلك على  مكان عرْقلة اللاعب ,أو الاعتماد على قانون ( التسَلُل ) للحدِّ من مهارات المهاجمِين و ذلك بعدَم بقائِهم بالمنطقة الأمامية , و عدم تمكينهم من التسجيل , و هذا فيه خلاف كبير , و هو قانون له تأثِيران متناقضان في المنافسات إما إيجابي أو سَلبي , و الكثير من اللاعبين لا يَتعامل معَهُ جيِّدا , و من ذلك  الإكثار من المهارات الفَرديَّة , أو الجماعية التي لا تصِل إلى مرمى الفريق المنافس , و لا تُحقق أهدافا , و لا أحلاما . بل تذهب أدرَاج الرياح , أو التركيز كثيرا على المحترِفين الأجانب , و اعتماد بعض اللاعبين على بعض , و كثرَة التَّمْريرات الخاطئة , و عدَم وجود اللاعب المُختص لضرَبات الجزاء و الأخطاء , ممَّا كان له دَور في ضياع الجُهود , و هدْر الأوقات , فكانت من عوامل  تدَنِّي المستويات الرياضية , و ترَاجع الأنديَة .
عبد العزيز السَّلامة / أوثال