الدعم والتمويل تنقلان سعوديا من صيانة الجوالات إلى مالك محال اتصالات

%d8%a7%d9%84%d8%b4%d8%a7%d8%a8-%d9%85%d8%ad%d9%85%d8%af-%d8%a7%d9%84%d8%b9%d8%aa%d9%8a%d8%a8%d9%8a
شاب أحب مجال التقنية والجوالات والإلكترونيات والبرامج، فاختار أن يتعلم أسرارها وخباياها، لذلك التحق بالمعهد المهني ليتعلم صيانة الأجهزة، وبعد أن تحصل على شهادته التحق أيضا بكلية الاتصالات ليزيد من معرفته بصيانة أجهزة الهواتف، ليبدأ رحلة العمل منذ ثلاثة أعوام.
ذلك هو محمد بن عايد العتيبي الذي يعمل حاليا مديرا للصيانة في أحد محال الجوالات في شارع الستين بمكة المكرمة منذ قرابة النصف عام، ويطمح لأن يمتلك مشروعه الخاص قريبا ببيع وصيانة الجوالات، بعد أن استفاد من برامج صندوق تنمية الموارد البشرية، وينتظر موافقة الجهات التمويلية على فكرة مشروعه ليستقل بعمله، خاصة مع وجود عوائد مالية كبيرة ولله الحمد في هذا القطاع.
يقول محمد أن التقنية قبل أن تكون مجرد شهادة، فهي هواية وميول، لذلك فإنه يعمل حاليا على تدريب عدد من الشبان السعوديين والذين لا يحملون أي شهادات تقنية، وإنما الرغبة وحب التقنية هي التي قادتهم لذلك، وهنا يكمن سر النجاح والتميز.
ويشير محمد الذي يقوم وباحترافية عالية بجميع أنواع الصيانة على أجهزة الجوالات، إلى أن أي مستخدم لتلك الأجهزة ينبغي عليه تعلم أبجديات الصيانة، ليتمكن من معرفة أي خلل يواجهه، الأمر الذي من شأنه أن يمنحه إمكانية تقدير تكلفة إصلاحه، بدلا من جهله الذي قد يقوده إلى استبدال جهازه بآخر جديد بتكلفة عالية، في الوقت الذي تساعده الصيانة في إعادة تشغيل جهازه بأقل تكلفة دون الحاجة إلى شراء جهاز جديد.
وحذر العتيبي المستخدمين من الشباب والشابات من وضع كامل بياناتهم وأسرارهم في أجهزتهم، مؤكدا أن هناك أجهزة بمجرد حماية الدخول إليها برقم سري فإنه لا يمكن الوصول إلى ما بداخلها إلا عن طريق صاحب الجهاز نفسه، بينما هناك أنواع أخرى لا يعتبر الرقم السري عائقا للوصول إلى الصور أو المعلومات الموجودة بداخل الجهاز، مقدما نصيحته بحفظ المعلومات والبيانات والأسرار بشكل دوري في أجهزة الكمبيوتر، حتى يمكن استعادها بشكل كامل في حال تعرض الأشخاص لفقدان الجوال أو سرقته.
وحول ثقة العملاء في أعمال الصيانة التي يقومون بها، يشير محمد إلى أنه في بعض الأحيان يضطر إلى إجراء عمليات الصيانة للجوالات أمام العملاء مباشرة ليكونوا واثقين من جودة العمل، ويطمئنون على سرية معلوماتهم، في المقابل هناك الكثير من العملاء الذين يضعون أجهزتهم لإصلاحها، واضعين ثقتهم به وبالعاملين في المحل، ليمنحونا المساحة الكافية من الوقت لإصلاح الجهاز بشكل تام، ويدعمون عمله في الصيانة، باعتباره مواطنا وابنا من أبناء هذا البلد، وهو ما يعتبره محمد أمانة كبيرة، على كل ما يتعلق بالجهاز، سواء من قطع داخلية، أو بيانات وأسرار، والتي يقول محمد إنه لا يمكن أن يلحق ضررا بأحدهم من خلالها، فهو لديه عائلة مثلهم تماما، ويحرص على حماية أسرار عائلته وعملائه بنفس الدرجة، كما أنه في حال تحقيق فني الصيانة التميز في عمله، فإنه لن يكون لديه الوقت للقيام بأي ألاعيب أو استغلال لبيانات العملاء.
ودافع محمد بن عايد عن الشباب السعوديين بقوله: “من يريد الصيانة فالشباب السعوديين لديهم القدرة والإمكانية والجودة التي تؤهلهم لإجراء أعمال الصيانة في الكثير من المحال، ولا صحة لما يقال أن الكوادر الوطنية غير متوفرة في السوق، وأن هناك إشكالية في أعمال الصيانة، فالكثير من الشباب اتجهوا لهذا العمل، وكذلك الكثير من الشركات لديها ضمان على أجهزتها، ما يعني إمكانية إصلاح أجهزة المستفيدين منهم لدى نفس الشركة، فلذلك لا صحة لما يثار، وإنما هي زوبعة المراد منها تحطيم لهذا المجال طمعا في عودة سيطرة العمالة الوافدة عليه”.

7