كثير من نجوم كرة القدم المعتزلين في الكرة السعودية تكون لهم آراء متباينة حول وضعية أنديتهم، ومدى قدرتها على المنافسة في المسابقات المحلية والقارية.
هؤلاء النجوم لهم طريقتهم في ايصال وجهة نظرهم للمسؤولين في أنديتهم، وهم بالطبع يختلفون في الطريقة، وهي الشيء المهم في هذا الموضوع، فبعض النجوم يذهبون مباشرة إلى المسؤول في نطاق ضيق، حتى لا تبدو وجهات نظرهم إلزامية واجبة التنفيذ، ويكون تأثيرها عكسيا على الفريق بكل منظومته، فربما تخفى على هذا النجم بعض الأمور التي تحدث في النادي ويتم توضيحها له من قبل المسؤول، عندها سيضطر للتراجع عن وجهة نظره.
فالنجم الذكي المحب لناديه يفضل دائما مصلحة فريقه على مصلحته الشخصية، فتراه يهتم بهذا الأمر كثيرا ويفكر بشكل إيجابي بعيدا عن وسائل الإعلام.
من وجهة نظري يكاد يكون النصر النادي الوحيد الذي يقف نجومه المعتزلون عقبة في طريقه، فكلما نهض الفريق واستجمع قواه خرج أحدهم في الإعلام وتحدث بما لا يليق بالنصر، وانتقد بطريقة لا يمكن أن يكون الهدف منها مصلحة الفريق، فهم يستطيعون الوصول لإدارة النصر وتقديم كل مقترحاتهم وآرائهم لمناقشتها مع الإدارة، وهذا أمر سهل ومتاح في كل الأندية.
فالنصر تحديدا هو أكثر الأندية تضررا من نجومه المعتزلين، رغم أن نجوم النصر القدماء أسسوا جمعية «نجوم النصر القدامى» -إن صح التعبير- وهي تعتبر فكرة ممتازة متى ما كان لها تنظيم معين يفيد النادي على أن يعتمدها مجلس إدارة النادي، وتكون كمستشار فني للنادي، يكون دورهم تقديم المقترحات والآراء التي تخدم الفريق مع الاهتمام بالجانب المعنوي.
هذا العمل أو الفكرة متى ما طبق بالشكل السليم المبني على أسس واضحة سيكون له مردود إيجابي على الفريق وعلى النادي بشكل عام بعيدا عن الإعلام، فالظهور بشكل فردي من قبل بعض النجوم له تأثير سلبي على الفريق، وسيساهم في انقسام المدرج، والمتضرر في هذه الحالة النادي معنويا واقتصاديا.
والواقع يقول: إن بعض الأندية يعاني مثل هؤلاء، وهي تحتاج إلى العمل أكثر، وحتى يكون لهذا العمل مردود جيد يجب أن يتوافر المناخ المناسب، وظهور بعض النجوم المعتزلين عبر وسائل الإعلام المختلفة بشكل مستمر يؤثر على العمل، والإصلاح لا يكون عبر وسائل الإعلام، إنما يكون باختيار الوقت المناسب والمكان المناسب لتقويم هذا العمل.
في الهلال النجم الأسطوري يوسف الثنيان قبل موسمين حضر في نادي الهلال ووقف مع الفريق بعد استقالة عبدالرحمن بن مساعد ودعم الإدارة المكلفة حينذاك، ولم يخرج في يوم من الأيام ينتقد الفريق أو يقلل من إمكانات لاعبيه، وأنا على يقين أنه مازال يطرح وجهة نظره بشكل خاص بعيدا عن الإعلام.
فالنجم المعتزل الذي يظهر في الإعلام ليقول ما لا يليق عن فريقه أو أحد أفراد الفريق إما أنه يصفي حسابات أو ينفذ أجندات معينة، الهدف منها إحداث فوضى وتوتر في الفريق، وعلى كل إدارات الأندية -التي تلمس مثل هذا الأمر- أن تتحدث وترد ولا تصمت مهما بلغت قيمة هذا النجم، ويبقى الكيان هو الأهم..
ودمتم بخير.
zaidi161@