أزمة الفروسية بينبع تستفز الفروسيين و “الرؤية” ليست عذراً!

unnamedفي الوقت الذي تسير فيه المملكة باتجاه التطوّر و تُسابق الخُطى نحو التنمية الشاملة عبر الطريق الذي ترسمه رؤيتها – التي استطاعت فور طرحها أن تحظى بتأييد مختلف فئات الشعب – نجد أن هناك من يظهر بين الحين و الآخر محاولاً – بقصد أو من غير قصد – عرقلة هذه الخطة التنموية ، و مما يزيد الأمر سوء أننا نجد من يتحجج برؤية المملكة لممارسة عرقلته للتنمية و هو أمر يدل إمّا على قصور في فهم الرؤية أو تمرّس في التحايل على سُبل الدفع بالعجلة التنموية و كلا الأمرين هو غايةٌ في الخطورة .
إن المجتمع الرياضي أحد المجتمعات التي لا يمكن تجاهلها في وطن لديه رؤية تنموية جادّة و هو بطبيعة الحال معرّض لظهور مثل تلك الممارسات المُعرقلة ، و لعلّ أحدث المواضيع التي استفزّت الوسط الرياضي الفروسي هو موضوع مركز الفروسية بمدينة ينبع الصناعية والذي يشهد العديد من التغييرات التي اعتبرها الفروسيون تغيرات للأسوأ – خصوصاً أنّها ذُيّلت بتهديد يتحدث عن إغلاق المركز بحجّة الترشيد الاستهلاكي و مواكبة الرؤية – مما دفعهم لاستخدام وسائل التواصل الاجتماعي للتعبير عن احتجاجهم عبر هاشتاق “الهيئة الملكية بينبع تهدد نادي الفروسية بإغلاقه ” ، و قد فسّر الفروسيّون هذا التوجه بأنه جاء نتيجة اعتبار النادي غير قادر على إدرار الربح أو تغطية مصروفاته في الوقت الذي يتم فيه الإنفاق على كثير من المرافق الترفيهية في الهيئة دون انتظار أي مردود منها .
أخيراً ، تقوله رؤية المملكة 2030 : «نعلم جميعاً أن النمط الصحّي والمتوازن يعتبر من أهم مقوّمات جودة الحياة. غير أن الفرص المتاحة حالياً لممارسة النشاط الرياضي بانتظام لا ترتقي إلى تطلعاتنا. ولذلك سنقيم المزيد من المرافق والمنشآت الرياضية بالشراكة مع القطاع الخاص، وسيكون بمقدور الجميع ممارسة رياضاتهم المفضلة في بيئة مثالية. وسنشجع الرياضات بأنواعها من أجل تحقيق تميزٍ رياضي على الصعيدين المحلّي والعالمي، والوصول إلى مراتب عالمية متقدمة في عدد منها.» ، و إننا إذا تمعنّا فيما تقوله رؤية المملكة 2030 بخصوص النشاط الرياضي فإننا سوف ندرك أنّ أي سلوك ينبع من استهتار بالمرافق الرياضية هو ليس إلّا محاولة للسير ضد تيّار الرؤية مهما كانت الشعارات التي يتم تغليف الحجج و الأعذار بها ، و عليه فإنّنا ننتظر تحركاً إيجابيّاً من المسؤولين في الهيئة الملكية بينبع لحل أزمة مركز الفروسية فيها .

7