لم يكن أحدٌ يتوقع أن يبدأ منتخبنا أول مبارياته في التصفيات الآسيوية المؤهلة لكأس العالم في روسيا 2018، بهذا المستوى الضعيف، لكن الجميع مقتنعٌ أن المهم هو النقاط الثلاث فقط، وفي منظور السعوديين والعرب متى ما تحققت النقاط الثلاثة لا يهم أي شيءٍ آخر، فالمنتخب السعودي مقبلٌ على مبارياتٍ صعبة، وتحتاج مجهودًا أكثر، والتركيز على كسب النقاط الثلاثة سيجعلنا نصل إلى نهائيات كأس العالم، وسنحقق كأس آسيا أو على أقل تقدير سنحصل على المركز الثاني، والمهم في الموضوع أن نصل مباشرةً إلى نهائيات كأس العالم.
فالمنتخب الياباني المرشح الأول على هذه المجموعة الصعبة خسر على أرضه أمام المنتخب الإماراتي؛ لذا على المنتخب السعودي أن يهتم بكل تفاصيل هذه المجموعة، ويلعب على إخفاقات المنافسين حتى يسير في الطريق السليم، فالمنافسة ليست مستحيلة، وليست سهلةً في نفس الوقت، والمنتخبات المشاركة منتخباتٌ قويةٌ ولها باعٌ طويلٌ في خوض مثل هذه التصفيات، والجميع عندهم نفس الطموح والرغبة في المشاركة في نهائيات كأس العالم في روسيا 2018م، وكذلك الفوز ببطولةٍ قاريةٍ مهمةٍ كبطولة كأس آسيا، كل هذه العوامل تحفّز الجميع، والمنتخب الذكي هو مَن يستطيع أن يواصل في هذه التصفيات بثبات، وهذا الأمر يتطلب مجهودًا من الجميع، ومنظومةٌ كاملةٌ يجب أن تسير وفق خطةٍ واضحةٍ؛ حتى يسهل الأمر على المعنيين بتحقيق هذا الإنجاز، ويكون الطموح منطقيًّا، وليس فعلًا عشوائيًّا ننتظر المعجزة من خلاله ..!
إن مدرب المنتخب السعودي الهولندي “مارفيك” مدربٌ عالميٌّ جيد، من مميزاته الثبات على مجموعةٍ واحدة، والتغيير عنده في نطاقٍ ضيقٍ لا يتجاوز لاعبًا أو لاعبين وفق ظروفٍ معينة، وهذا أمرٌ مهمٌّ يصنع الانسجام بين اللاعبين، ولو أنه لعب مبارياتٍ وديةً قبل مباراة تايلاند ربما شاهدنا منتخبا منسجمًا فنيًّا، فلكل مدربٍ إيجابياتٌ وسلبياتٌ وتوليف تشكيلةٍ مناسبةٍ لمنتخبٍ قويٍّ تحتاج مدربًا ذكيًّا …وهذه حقيقةٌ في عالم الكرة.
والمهم في منافسات كرة القدم هم اللاعبون، فهم الذين يصنعون الإنجاز بروحهم وصبرهم وتفانيهم وإحساسهم بالمسؤولية وتأدية دورهم كما يجب، ففي المنتخب السعودي نجومٌ ويتفوقون فنيًّا على كثيرٍ من المنتخبات في آسيا، وبإمكانهم أن يصنعوا منجزًا كبيرًا يعيد للكرة السعودية هيبتها ومكانتها، فالجمهور السعودي محتاجٌ للفرح، ويحق لهم أن يفرحوا فقد طال أمد انتظارهم لعودة منتخبهم بطلًا كما كان، وهذا الأمر ليس صعبًا، فنجومنا متى ما وثقوا في أنفسهم وحضر التركيز سيفرح الشعب السعودي بإنجازاتٍ جديدة.
إن التصفيات صعبةٌ وطويلةٌ ولكل مباراةٍ حساباتٌ مختلفةٌ، ونسأل الله لمنتخبنا التوفيق، وأن نشاهد رايتنا ترفرف في سماء روسيا.
ودمتم بخير…
سلطان الزايدي
Zaidi161@