شاهدت حلقة “سيلفي” والتي حاول فيها القصبي ورفاقه أن يصوروا حال مجتمعنا بعد مئة سنة بطريقة كوميدية وساخرة، ولا أدري كيف قفز بي خيالي معهم، حتى شعرت أني محاصر بهموم الحياة كلها، لم يتوقف تفكيري حينها عند زعامة هلال أو عالمية نصر بل أن الأمر بلغ مني الجهد وتجاوز مسألة الميول إلى مسألة حياة ومصير .. لا تسألوني كيف يمضي العمر .. ليتني أعرف ! ولا عن أطباع الناس الذين يسألون بترف عن عمري ومتى أتزوج، عن أحلامي وأوجاعي !! في كل مجلس ومناسبة لابد وأن يطربني أحدهم بهذا السؤال الثقيل مع أني أعلم يقيناً أن هذا “الملقوف” لا يعنيه زواجي ولا حتى خروجي من هذه الحياة بشهادة وفاة.. تمضي الحياة بوجهها الشاحب والصارم في تسارع غريب وتزداد معها حاجتنا لمقومات العيش الكريم، لم يعد لدينا وقت للحب ولا للأحلام .. آآه كم كنت أحلم بـها، تلك الحبيبة التي نقشت لأجلها مواويل الغرام على معصمي، وحفظت أغاني البحارة كي أهديها لها حين نلتقي .. ولكن لم يخطر في بالي حينها أني سأنفق أكثر من نصف عمري وأنا أبحث عن المكان الذي يجمعني بها .. يا الله كيف افترقنا وتبخرت تلك المشاعر المحمومة !! كيف تحطمت على صخور الحياة القاسية كل أساطير العشق القديمة !! أُريد بيتاً يا وزارة الإسكان أخبئ فيه عن الناس انكساري بعدما جفّت على بابك الموصد غاياتي، أُريد مأوى أُكمل فيه نصف ديني، وأقضي فيه الهزيع الأخير من عمري راضياً عن وطني.
منيف الخشيبان
Twitter@munif_kh