إذا كانت القراءة تغذي العقل , و تنمي فيه المواهب و القدرات , و تتفتح أمامه آفاقا جديدة من العلوم و المعارف , فإن الرياضة تقوي الجسم , و تعطيه الحيوية و النشاط , و تحفظه من الأمراض والآفات , وهي محفل رياضي اجتماعي واسع له فوائد كثيرة تعود على الوطن والمجتمع الرياضي عامة , حيث يقوي أواصر المحبة والتعاون والإخاء, وينشر بين الأمم روح التواصل والتنافس الشريف والعطاء على الصعيد المحلي والقاري والعالمي إذا استخدم استخداما سليما لعبا وتشجيعا. فالرياضة وسيله تربوية تهدف إلى تنمية روح التنافس الطيب بين الأندية و نشر الود و البذل والصفاء, و إشباع ميول الجماهير الرياضية, بما يفيد والبعد عن داء الفراغ الذي لا يفيد! .ولكن متى تلتقي القلوب بتلك المفاهيم الرياضية السامية , كي نرتقي إلى أخلاق أفضل , ورياضة أجمل؟! لاسيما أن المجتمع الرياضي يعرف الداء والدواء .إنها ظاهرة التعصب الرياضي التي تزداد , ومازالت منذ القديم تشتعل وتزداد , خاصة من بعض الوسط الرياضي!والذي يأخذ أساليب خاطئة في التشجيع ,فتغيرت المفاهيم الرياضية , حتى ملأ القلوب الغل والأحقاد, وغير النفوس , فكانت نتائجه وخيمة على الرياضة عامة , فبدًلا أن تكون وسيلة للتنافس المحمود , وتحقيق البطولات والتآخي والترويح عن النفوس، صارت غاية لإرهاق النفوس وإعيائها بالأمراض، وكثيرًا ما نردد: (الروح الرياضية) ملء الأفواه,ولكن البعض من الرياضيين لا يطبقون مبادئها النبيلة. لذلك ينبغي تكاتف الجهود من رجالات الرياضة وذوي الفكر ووسائل الإعلام للبحث عن الحلول المناسبة لهذه الظاهرة بالحوار الهادف, قبل أن يستفحل الداء , وتعود بالسلبيات على الوطن والمجتمع الرياضي عامة.
عبد العزيز السلامة / أوثال
متى نلتقي لنرتقي؟!