• في الوقت الذي تنشد فيه غالبية أندية العالم الاحترافية، نجد بعض أنديتنا تتجه إلى أساليب غير لائقة لا تخدم مستقبل رياضتنا بهدف التحايل على الأنظمة من أجل مصالحها الخاصة على حساب المصلحة العامة التي باتت آخر اهتماماتها.
• فأنديتنا التي فشلت فشلا ذريعا في حفظ حقوق اللاعبين كمحترفين تتسابق حاليا على تحويلهم إلى هواة وذلك في ظاهرة خطيرة، بعدما أبرمت اتفاقيات سرية تم توقيعها في جنح الظلام دون أن يكون هناك آلية أو نظام يحفظ حق اللاعب مع النادي على مدار 30 شهرا، متاحا فيها كل فرص الاستغلال من قبل النادي بحق هؤلاء اللاعبين.
• للأسف الشديد تعمل الأندية بمختلف الإمكانات على استغلال جهل بعض اللاعبين بمخاطر ذلك الإجراء وعدم إلمامهم بالأنظمة والقوانين واستقطاب أكبر عدد منهم، مستفيدة من غياب الحماية من قبل الجهة المشرعة للعبة.
• كما تعد مغامرة كبيرة محفوفة بالمخاطر على اللاعبين الذين أعمتهم المبالغ الضخمة عن رؤية حقيقة الأمر، وعندما نقول مغامرة غير محسوبة من اللاعبين على اعتبار أن النادي ليس ملزما بالوفاء مع اللاعب الهاوي بدفع المبالغ المالية الموعود بها بعد توقيعه، فلا يوجد نظام يحفظ للاعب حقه، كما أن اللاعب لا يستطيع أن يغادر النادي إلا بعد إسقاط اسمه من كشوفات الفريق، مما يعني أن اللاعب لا يملك قرار بقائه من عدمه، كما أن اللاعب الهاوي لا يستطيع أن يشكو ناديه في حالة عدم الالتزام بما وعد به، فلجنة الاحتراف باتحاد الكرة لا تنظر إلا في شكاوى اللاعبين المحترفين، مما يضعف موقفة من استرداد حقوقه.
• وأمام تلك المعطيات لا أعلم كيف يثق اللاعب في التوقيع مع النادي كهاو وهو من عاش معاناة الاحتراف والمحترفين في تأخير الرواتب ومقدمات العقود الموثقة بعقود رسمية وقانونية، فما بالك بالاتفاقيات غير الموثقة بعقود رسمية، ولا أعلم كيف سيحصل اللاعبون على مبالغ مالية في ظل الديون الكبيرة التي تحاصر أنديتنا، وإذا نجح لاعب في الحصول على ذلك، هل نضمن حصول بقية اللاعبين؟
• الأمر الآخر، قد يزداد الوضع سوءا عندما تتغير إدارة النادي، فالإدارة الجديدة قد لا تعترف بالاتفاقيات الودية التي أبرمتها الإدارة السابقة للنادي مما يجعلها ترفض الوفاء مع اللاعب، أو لا قدر الله تعرض اللاعب لإصابة تمنعه من المشاركة أو حتى نشوب خلاف مع إدارة النادي أو الجهاز الفني بالفريق.
• كل ذلك ينصب في سلبيات الأنظمة والقوانين التي تحكم كرة القدم لدينا، فإذا لم نستطع معالجتها فكيف نتفاءل بتطويرها؟
الركض إلى الوراء