في أزمنة عديدة ومتفرقة ، هناك الكثير من الفرق والمنتخبات التي أحرزت إنجازات عظيمة لدولها وشعوبها، في حين ولدت تلك النجاحات من رحم المعاناة ولم يكن هناك تحفيز وداعم لهم سوى ما بداخلهم من روح وثقة بقدراتهم.
الروح والحماسة في كرة القدم ركن ثابت في عالم المستديرة.. فالإنهزامية هي من عصفت بالبرازيل أمام ألمانيا وعلى ارضها وبالسبعة! والروح هي من دوّت في أنفس الجزائريين حينما قارعوا بطل العالم لـ١٢٠ دقيقة، وهي من جعلت اليونان بطلاً لقارة أوروبا في عصر الكرة الحديثة، وجعلت العراق بطلاً لآسيا بالرغم من أنه منتخب مهجر بسبب الحرب، والروح هي من أدارت ظهرها للسعودية وأبتسمت لسوريا والأردن في أمم اسيا قبل سنوات قليلة، فطعم الانتصار بالروح تُسرُ به صفحات التاريخ.
صدقوني أنني لا اؤمن بمن يقول أن الشوشرة الإعلامية أو الخلل الاداري قد يعصف بالفريق فنياً في مباراة لكرة القدم، صحيح هناك بعض المؤثرات النفسية التي قد تصيب اللاعبين ولكن لا يعني أن نعزوا الهزيمة لإستقالة الاداره او البيانات الصادرة من النادي من أطراف النزاع في داخل الفريق.
فالفوز والخسارة أعزوها للاعبين أنفسهم ، فهم القادرين على هزيمة الخصم وبالقوه في المقابل هم قادرين على الاستسلام والانهزامية في أرض الملعب.
النصر يعيش أسوأ مواسمه على الإطلاق ، في السابق كان النصر يعيش سوء المستويات ولكن لعدم توفر العناصر المتميزه فنياً وربما نعذرهم إن لم يصبحوا منافسين على صعيد البطولات، و لكن الان يملك النصر عناصر محلية متميزه و الأفضل على مستوى الخليج ومع ذلك يعيش إنحدار فني كبير وعلى ذلك أسميته أسوأ موسم للنصر في تاريخه.
أطلق الرمز الراحل عبارة لا زال صداها يردد في الدول العربية ، حين قال : النصر بمن حضر ، كان رحمه الله يحفز اللاعبين ويبث فيهم الروح والحماسه للاعبين والجمهور من خلال تصاريحه الشهيره، لأن قلبه مرهف ويطرب لسماع الانتصار للكيان، كان لا يؤمن بشخصنة الفوز.
ختاماً …
النصر لا يهزم إلا نفسه ، فمن إسمه تكمن الروح والعزيمة في تحقيق مبتغاه وهذا ما لا أدركه لاعبي النصر هذا الموسم، فالفوارق الفنية تميل لكفتهم في كافة المباريات وأمام أعتى الفرق ولكن للأسف الإنهزامية في أنفسهم هي من أوصلت الفريق الى هذه المرحلة.
ختاماً .. لا يوجد أمام لاعبي النصر هذا الموسم سوى مباراة واحدة فقط ، تتطلب البعد تماماً عن مايحدث إدارياً وإعلامياً على السطح والإلتفات بين بعضهم البعض في شحذ الهمم وبث الروح والإيمان بقدراتهم للحصول على كأس الملك في النهائي المرتقب، للخروج على أقل تقدير بما يشفع لهم للتبرير أمام جمهورهم التواق.