■ هيمن فريق الاتحاد على الساحة المحلية والعربية والآسيوية وتسيدها طولا وعرضا خلال فترة زمنية، التهم خلالها الأخضر واليابس من البطولات، قبل أن يطفو على سطحه مؤخرا ما يسمى بـ «المطانيخ» و «العتارسة»، الذين شقوا وحدة الصف حتى أسقطوا ناديهم في وحل المشاكل والخلافات التي وضعته في مهب الريح..
■ هذه المعادلة المقلوبة، التي ارتضاها بعض الاتحاديين لناديهم حتى وصل به الحال إلى ما هو عليه الآن، يحاول بعض ممن يدّعي حب النصر، إسقاطها على ناديهم وتقسيمه إلى أحزاب سواء على المستوى الشرفي أو الاعلامي أو الجماهيري..
■ هؤلاء الذين كنت أحسبهم قدوة وهدفهم الأسمى مصلحة الكيان، كشفت الأيام حقيقة أهدافهم الضيقة ونظرتهم القاصرة، التي لا تتجاوز أقدامهم، فلم تكن مصلحة النصر هدفهم الحقيقي كما يدّعون، وإنما هدفهم تصفية بعض الحسابات مع الأمير فيصل بن تركي رئيس النادي المستقيل، حتى إن كانت على حساب مصلحة الكيان..
■ هؤلاء وجهوا سهامهم المسمومة صوب فيصل بن تركي ليس لأنه وقع في بعض الأخطاء، وإنما لأنه نجح بمساعدة اخوانه أعضاء الشرف في انتشال الفريق من مستنقع الضياع حتى أعاده للبطولات، ولأنه استقطب أفضل اللاعبين المحليين بملايين الريالات حتى أصبح الفريق بمثابة منتخب بعد أن كان يضم في صفوفه أنصاف لاعبين لا يمكن الرهان عليهم في بطولة تنشيطية..
■ هؤلاء الذين أصبح فيصل بن تركي شغلهم الشاغل صباح مساء، بربكم ماذا قدموا للنصر؟ وماذا استفاد منهم الكيان؟ انتقدوا الرئيس والفريق في عز توهجه، طالبوه بالاستقالة، هاجموه بعد الاستقالة، سخِروا من تصريحاته، تهكموا عليه بسبب «التيفو»، وهاهم الآن يعودون لدفاترهم القديمة لحصر الديون ومطالبة سموه بتسديدها قبل رحيله في سابقة لم يشهدها الوسط الرياضي منذ سنوات طويلة..
■ فيصل بن تركي كرئيس للنصر له إيجابياته وسلبياته وله نجاحاته وإخفاقاته، وهو ليس فوق النقد، ولكن هؤلاء -وهم بالمناسبة قلة- حالهم كحال من ينظر للنصف الفارغ من الكوب أو يقول كلمة حق يريد بها باطل، أعماهم حقدهم المقيت فتجاوزوا الخطوط الحمراء، وباتوا يشككون في كل شيء يتعلق بالنصر، حتى البطولات التي حققها الفريق في العامين الماضيين حاولوا التقليل من شأنها بحجة ضعف المنافسة..
■ لا نختلف أن إدارة فيصل بن تركي تركت خلفها ديونا كبيرة قد تعيق عمل أي إدارة مقبلة بسبب المبالغة في بعض الصفقات، ولكنها في المقابل صنعت فريقا قادرا على إضافة المزيد من الانجازات والبطولات في السنوات المقبلة..
■ أخيرا.. أثق تماما في رجالات النصر الأوفياء وأعضاء شرفه المخلصين، فهم قادرون بتكاتفهم وبالتعاون مع الإدارة الحالية على ترتيب البيت النصراوي وإيجاد الحلول المناسبة لتجاوز هذه الأزمة بسلام ورسم مستقبل ناديهم، الذي سيكون أكثر إشراقا مع الإدارة الجديدة، التي يجب أن تحظى بدعم شرفي وجماهيري لتحقق تطلعات كل منتمٍ لهذا الكيان الكبير.