خلال فترة بسيطة وبتفاعل كبير داخل الوسط الرياضي تابعنا من بعض البرامج الرياضية ومقدميها أو من خلال مواقع التواصل الاجتماعي العديد من الأحكام ووجهات النظر التي تصدر بحق بعض اللاعبين بعد سلسلة من الأحداث المرفوضة والمتلاحقة بسبب المنشطات أو السلوكيات أو غيرها والتي شكلت خلل واضح داخل المنظومة الرياضية.. فظهر علينا من يحاول إقناعنا بالمثالية والحياد وفرض الوصايا في تعامله مع هذا الملف وظهر المصلح والواعظ قبل الناقد وظهر الحاقد والناقم والمطبل.. لذلك الأمور لا تدار بهذه الطريقة البعيدة عن المهنية ويغلب عليها الميول والمصالح وتصفية الحسابات.. فهناك حقائق وإثباتات وأدله لأهل الاختصاص لأن مثل هذه النقد يمس الأشخاص بصورة مباشرة وفيه انتهاكات للخصوصية.. والخوض فيها والحديث عنها يحتاج حكمة ونزاهة وقصد للخير ورؤية تربوية وهذا ما لا يتوافق مع طرح الكثير من البرامج ومقدميها والتي شكلت ردة فعلها الكثير من التناقضات.
هنا علينا التأكيد على رفض أي سلوك خاطئ أو تجاوزات لا يرضاه الوسط الرياضي.. وعند النقد علينا اعتبارها قضية اجتماعية وسلوكية وحالة خاصة تحتاج تدخل وعلاج قبل كونها موضوع رياضي قابل للكثير من الإساءات والطرح الغير مقبول.. فالشارع الرياضي يتعامل مع الأحداث بحسب الميول والعاطفة والتوجيه والمصالح.. فيكفي صدور بيان قوي بحق لاعب من إدارة النادي حتى نجد هجمة قوية هدفها تعزيز البيان وموقف النادي فقط وهذا المواقف قد تتباين لنفس الحادثة لو لم يصدر البيان.. فهناك من ينشر التعصب والتفرقة وفي نفس الوقت يصنف اللاعبين هذا قدوة وهذه خطر على المجتمع وهذا أسطورة.. وهناك من يحاول بدافع الجهل والحقد استغلال الموقف بإقحام أسماء بعيده عن فكرة القضية.
علينا أن نعرف حدودنا في الإعلام والهدف من ظهورنا بالنقد المتزن والعقلاني الذي يخدم الرياضية وينشر الثقافة ويحصن الشباب ويضع النقاط على الحروف لا سكب الزيت على النار.. ومن حق الإعلام التصدي للتجاوزات والوقوف ضدها والمطالبة بالعقوبات وتطبيق الأنظمة ولكن بشكل يخدم الوسط الرياضي ويعالج الموقف ولا يتوسع في أمور تمس أشخاص وتخرجنا عن أهدافنا ومهنيتنا.. لذلك قبل التركيز على عيوب الناس ومشاكلهم ومخالفاتهم ندعو الله لنا ولهم بالستر والعفو والعافية.. والقصد هنا ليس قضية بعينها ولكن مع طريقة الطرح وردود الأفعال داخل الوسط الرياضي تجاه مثل هذه القضايا.
بين قدوة وأسطورة