حقق منتخب كوريا الجنوبية إنجازا كبيرا بتأهله للدور نصف النهائي بعد تغلبه الصعب والشاق على منتخب بريطانيا العظمى (5-4) بفارق ركلات الترجيح بعد التعادل 1-1 في آخر لقاءات الدور ربع النهائي من مسابقة كرة قدم الرجال ضمن أولمبياد لندن 2012.
عرف المنتخب الكوري الجنوبي أن ممارسة الضغط المبكر سيمنحه الفرصة لاستلام زمام المبادرة وعكس الضغط على منتخب بريطانيا صاحب الأرض، وهذا ما تحقق طيلة أكثر من 30 دقيقة كانت فيها السيطرة شبه المطلقة لممثلي آسيا. لم يكتف محاربوا “تايجوك” ببمارسة الضغط والسيطرة على الكرة، بل أنهم نسجوا الهجمات تواليا وهددوا المرمى في عدة مشاهد.
مسلسل التهديد الكوري أعلنه نجم الهجوم جي دونج وو الذي أطلق كرة مقوسة من خارج منطقة الجزاء تألق الحارس بتلاند في إبعادها برشاقة كبيرة (15)، وتبعه زميله بارك جونج وو بكرة قوية من مسافة أبعد على المرمى بقليل (16).
أخذ الكوريون المزيد من الثقة وواصلوا الامتداد الهجومي، وتجدد التهديد الخطير، إذ عكس بارك جونج كرة مباشرة من الجهة اليمنى ارتقى لها بارك تشو يونج ولعبها برأسه مرت بالكاد فوق عارضة المرمى البريطاني (19).
ورغم أن أصحاب الأرض حاولوا العودة والدخول في أجواء اللقاء، ولكن ذلك لم يتم واكتفوا بتهديد غير مقلق للحارس، حين هيأ ستوريدج الكرة أمام بيرتراند الذي أطلق الكرة أعلى من الهدف (24).
العرض الهجومي الكوري استمر، وعلى عكس التمريرات القصيرة التي انتهجوها طيلة الوقت، تلقى الجناح الأيسر كوو جا تشيول كرة طويلة وهيأها بمهارة أمام جي دونج وون الذي سددها قوية “تموجت” بسرعة كبيرة وأربكت الحارس بتلاند الذي فشل في إبعادها لتهز شباكه، هدف كوريا الأول (28).
شعر البريطانيون بحرج موقفهم خصوصا أمام (70 ألفا) من أنصارهم، ولذلك بدأ كريج بيلامي في النشاط والتحرك من الجبهة اليمنى، فمرر كرة عرضية أرضية أمام المندفع دائما من الخلف بيرتراند الذي سدد الكرة لترتطم بيد المدافع أوه جاي سوك لتكون ركلة الجزاء التي نفذها رامسي بنجاح سريعة مرت منتحت الحارس ريونج وهزت شباكه، هدف التعادل (35).
وإزاء الثقة والحماس الذي استمده أصحاب الضيافة إثر التعادل، مرر سينكلير كرة ذكية في المنطقة المحرمة إلى ستوريدج الذي استلمها وتعرض للإعاقة من هوانج سيوك لتكون ركلة الجزاء الثانية، فتصدى لها ذات اللاعب رامسي وأراد مغالطة الحارس بتسديد الكرة في الجهة اليسرى على عكس التسديدة الأولى، لكن الكوري ريونج نجح في التصدري لخططه وتصدى للكرة برشاقة (39).
انتظر الجميع ارتفاع مستوى الإثارة على خلفية الأداء والنتيجة والفرص التي حفل بها الشوط الأول، لكن الحال انقلب رأسا على عقب وتحولت كل تلك الأمور إلى “هواجس” أقلقت راحة الفريقين مما أجبرهما على التخلي عن الاندفاع الهجومي، وانعدمت وفقا لذلك كل فرص التهديد المباشر على كلا المرميين، بل أن أكثر ما ميز الشوط ذلك التصادم القوي بين المدافع البريطاني ميكا ريتشاردز والحارس الكوري جونج ريونج مما أجبرهما على الخروج تباعا من المباراة مع انتصارف أحداث الشوط.
وظلت الأمور على ما هي عليه، وكانت الغلبة للدفاع هنا وهناك خصوصا في ظل النقص العددي المطلوب في تفعيل الهجمات، ولاحت فرصة “استثنائية” ووحيدة للكوريين، عندما وصلت كرة عرضية إلى المهاجم الطويل جي دونج وون الذي لحق بها على بعد أمتار قليلة من المرمى، لكنه فضل تهيأتها لأحد القادمين لكن دون أن تصدق توقعاته وتضيع الفرصة الثمنية (83).
دفع مدرب بريطانيا بنجمه الكبير ريان جيجز لتفعيل الأداء والنسق الهجومي في الدقائق الأخيرة، وتحضيرا للوقت الإضافي الذي تأكد مع الصافرة النهائية للوقت الأصلي.
وبعد أن اتجه الفريقان للوقت الإضافي لم تتغير أي من المعطيات وظل الأداء على ما هو عليه، لينتهي اللقاء على ذات النتيجة، ويحتكمان لركلات الترجيح.في ركلات الحظ الترجيحية سجل لكوريا الجنوبية: كوو جا تشيول، بايك سونج دونج، هوانج سيوك هو، بارك جونج وو، كي سونج يوينج، وسجل لبريطانيا: رامسي، كليفيرلي، داوسون، جيجز، وأهدر ستوريدج الركلة الخامسة.