هنا النادي الأهلي

حسين الشريف• كم هي جميلة تلك اللحظات التي تشعر فيها بالانتصار…وما أجملها عندما تأتي بعد طول انتظار.
• هذا ما لمسناه في الفريق الأهلاوي الذي كان متجليا في إعادة كتابة تاريخه منتشياً وسعيدا وهو يستعيد بعضا من ماضيه الجميل في ليلة خضراء خالدة امتزجت به مشاعر الفرح والجنون وصدح فيها الصوت الأهلاوي الشجي بعبارته الشهيرة «هنا النادي الأهلي» في رمزية تاريخية بأنه هو من حضر .
• المتأمل بما حققه الأهلي من إنجاز يجد أنه لم يكن مقتصراً على بطولة دورٍ غائبة لسنوات فقط وإنما هو انتصار لناد عانى كثيرا بدفاعه المستميت عن مبادئه وقيمه ومنهجيته، حامل لواء الاحترافية الحقيقية داخل المنظومة الرياضية السعودية.
• كما يعد انتصارا للعمل المؤسساتي الذي راهن عليه الرمز الأهلاوي الأمير خالد بن عبدالله كثير اً انطلاقا من إيمانه بأن لا نجاح إلا به، فبرغم الحقبة الزمنية الصعبة التي مرت على الأهلي ومحبيه أبعدته عن المنافسة والبطولات سنوات عجاف، إلا أن ذلك لم يجعل الجمهور الأهلاوي يفقد الأمل في حرص الأمير على صناعة مجد حقيقي يليق بهم وبناديهم. فظلوا متصدين لكل محاولات التقليل والتشكيك من قيمة ومكانة هذا النادي في عهده، ولم تهتز ثقتهم في قدرته على نثر الفرح والسرور في مساحات الحب التي سكنت قلوبهم.
• ها هو اليوم يتحقق الحلم المنتظر لربان سفينتهم وحلمهم في مشهد تاريخي دفع بالشارع الرياضي لأن يقف مهنئا ومباركا للأمير، تقديراً واحتراماً لما قدمه لرياضة الوطن من خلال النادي الأهلي نظير جهوده الكبيرة والمضنية والمقننة وصبره الذي لم ينفد على الأهلي والتضحيات التي بذلت على مدار سنوات دون ملل حتى اكتمل.
• وحتى نكون منصفين فإن هناك آخرين عملوا على هذه اللحظة التاريخية التي لايمكن أن نغفلها، فمساعد الزويهري وتيسير الجاسم وجروس وطارق كيال وسومة وأسامة هوساوي وغيرهم، نقشوا أسماءهم في دواوين المجد بحروف من ذهب سيرويها التاريخ للأجيال.
• فالأهلي استحق الدوري عن جدارة واستحقاق قياسا بالمستويات الراقية والمميزة التي بات يقدمها منذ موسمين مع جيل جديد ومدرب كبير وإدارة «متباركة».
• ليقدم لنا درسا بأن المدخلات الجيدة تعطيك مخرجات أكثر جودة وتساعدك على تحقيق ما تريد تحقيقه حتى وإن تعثرت مرة أو مرتين، إلا أن إيمانك بالنجاح سيقودك له مما يجعلك متفائلا كما هو حال جماهير الأهلي التي ظلت متفائلة وهي تسير خلف ناديها صباحا ومساء.

8