فيصل بن تركي وظلم ذوي القربى
نايف الجهني

نايف الجهني

الازمة الفنية التي يعاني منها فريق النصر لا يتحملها عنصر واحد كون العمل في الاندية جماعي ويرتكز على عدة اركان وعند اهتزاز هذه الاركان جميعها يبدأ السقوط.
في النصر لا يريد المشجع أي شيء سوى عودة الفريق البطل لطريق الانتصارات.
وهذا الامر ليس بالمستحيل ولكنه يحتاج للتأني وإعادة تقييم الأمور وتشخيص المشكلة بصورة منطقية بعيدا عن الشخصنة وتركيز المشكلة في عنصر الإدارة تحديداً.
ولأن التاريخ لا ينسى فقد عاش النصر مرحلة سنوات الضياع منذ مشاركته عام 2000 تقريباً وحتى عام 2014 وتذوق فيها الجمهور شتى انواع الالم جراء تراجع الفريق وخروجه من قائمة المنافسين على البطولات ولعل ابرز حدثين في تلك البطولة وفاة المرحوم عبدالرحمن بن سعود 2004 وتلتها سنوات عجاب حتى حقق بطولة كأس الامير فيصل بن فهد بنظامها السابق عام 2008 وثم استمر مسلسل الإخفاق .
لم يتقدم بعد رحيل الرمز عبدالرحمن بن سعود أي شخصية قيادية مقتدرة مالياً ولديها استعداد للصرف دون توقف رغم تولي عدد من الاسماء إدارة النصر فتراجع الفريق وكان النادي ينسق كل موسم نصف الفريق ويستبدلهم بمثلهم ممن لا يصنفون كنجوم ولم يستطيعوا تحقيق أي شيء للفريق النصراوي.
وبعد تصدى فيصل بن تركي لقيادة الفريق وبدأ خلال سنواته الأولى رغم ما صاحبها من أخطاء تغير شكل الفريق وشرع كحيلان في تغيير جلد الفريق حتى بات مرصعاً بالنجوم وبتكاتف الجميع نافس على الدوري في الموسم الذهبي وحقق بطولة كأس ولي العهد وعندها تزايد الدعم الشرفي وبدأ الكل ملتف حول الفريق وبعد أن نضب معين البطولات غاب الشرفيين وبقي الرئيس يصارع وحيدا وكله أمل أن يعيد الفريق مرة أخرى للواجهة.
لم يلجأ بن تركي لبيع نجوم الفريق الكبار او التلويح بالاستقالة والتهديد بل استمر يزرع الأمل وينشد الحصاد ولكن ظروف الايقافات والإصابات بداية الموسم مع النكسة النفسية جراء خسارة كأس الملك وكذلك عدم التوفيق في المحترفين الأجانب وتواضع مستوى المدربين اخرج فريقا متضعضاً لا يمكن الرهان عليه.
لكن ورغم كل تلك العواصف التي هزت اركان البيت الاصفر مازال بن تركي يؤمن بقدرته على عودة الفريق الاصفر وهاهو يخط اولى خطوط التصحيح بالتعاقد مع المدرب قوميز والبدء للإعداد المبكر للموسم المقبل.
ومع هذه الدفع المالي المستمر والجهد المبذول من أجل الفريق لم يجد بن تركي سوى السخرية والتهكم والحرب الإعلامية والإستخفاف والتقليل بعمله والجحود والنكران لكل ما قدم ويقدم.
المشكلة الكبرى أن الجمهور العريض بات يتأثر بتلك الحملة ضد الرئيس رغم إيمانه بتراجع مستوى بعض النجوم وتخبطات المدربين والنتائج السلبية التي ساهمت في زيادة الحنق على الرئيس الصامد في وجه التيارات المحاربة لنجاحه.
ويعلم المتابع الفطن أنه مهما بلغت أخطاء الادارة وتعاظمت لا  تبرر تعرض النصر لهزايم من فرق لا يمكنها منافسة النصر إذا ما قورن لاعبي الفريقين كما أن الانكسار الواضح في نفسيات اللاعبين لا يبرره أي مبرر ولعل اختلاف عطائهم مع المنتخب يكشف عن جانب خفي من المشكلة الفنية التي أعيت داسيلفا وكانافارو وكانيدا ولم تفلح خططهم في انتشال فريق مرصع بنجوم لا تلمع في الليل ولا في النهار.
ولعل الجمهور النصراوي وبعد أن فقد الأمل نهائياً في معظم بطولات الموسم وقد يخسر كأس الملك بات ينظر إلى الموسم المقبل لعله يحمل بوارق التعويض تحت قيادة الرئيس الحالي والذي قرر مواصلة التحدي وتجاهل الابواق المغرضة التي تحاول عرقلة مسيرة الفريق ويبقى الحضور الجماهيري في المدرجات ودعم الفريق فعلياً هو الامر المناط بجمهور الشمس لتغيير مؤشر الهبوط نحو الصعود إلى منصات المجد.

فاصلة ،

وظلم ذوي القربى أشدّ مضاضة ….. على المرء من وقع الحسام المهندِ

14