عندما سئل المحترف البرازيلي إلتون خوزيه عن السنوات التي قضاها في السعودية أشرق وجهه وتحدث بحب بضع كلمات قبل أن تخنقه العبرة وتمنعه من أن يكمل لشدة تأثره.
هذا المشهد ليس عاديا بكل المقاييس، خصوصا أنه بطله لاعب برازيلي كان قد طلب فسخ عقده والعودة لبلاده بعد أيام من وصوله للسعودية قبل نحو عشر سنوات بسبب عدم تكيفه مع الحياة في السعودية.
وإذا كان إلتون قد تجاوز صدمة الانتقال، ثم تكيف مع البيئة السعودية وحبها، فإن كثيرا من أبناء جلدته، ومن دول أوروبية ولاتينية أخرى رفضوا الاحتراف بالسعودية وفضلوا عليها دولا أخرى بمقابل مادي أقل.
ولا أكشف سرا إذا قلت: إن صورة نمطية سلبية عن الحياة الاجتماعية في بلادنا تشكلت وروجت في الأوساط الرياضية العالمية، وبسببها رفض كثير من المدربين واللاعبين قبول العروض المغرية التي تسيل لها اللعاب، واختاروا بدلا منها عروضا أقل في دول أخرى.
ولنفس السبب رفض بعض من قبل خوض التجربة في الدوري السعودي أن يكمل المشوار هنا، واعتذروا عن عدم تجديد عقودهم الاحترافية رغم النجاح والإغراءات المادية، وكان بعض هؤلاء المدربين واللاعبين يصارحنا بالسبب، وبعضهم يحمل زوجته مسؤولية الرفض متعذرا بعدم تكيفها مع الحياة هنا، ومنهم من لا يكلف نفسه حتى بالاعتذار.
وأعود من حيث بدأت لأقول إن مشهد إلتون المؤثر يستحق أن يكون ركيزة حملة إعلامية لتحسين صورتنا في الأوساط الرياضية الدولية، لقد حملت دموع إلتون رسالة قوية ينبغي أن تصل لكل العالم، رسالة صادقة، غير مفتعلة تدحض كل المبالغات التي أشاعها بعض المدربين واللاعبين غير السعوديين نتيجة تجارب فردية معزولة لا ننكرها ولكن لم يكن من الإنصاف تعميمها وصبغ الحياة الاجتماعية السعودية بها.
ونحن لا ننكر أن بيئتنا الاجتماعية مغلقة ولا تحقق متطلبات الحياة التي يريدها بعض المحترفين الأجانب القادمين من بيئات منفتحة ومتحررة، لكن واقعنا ليس بهذا السوء الذي روج له على نطاق واسع.
والحقيقة أن البرازيلي إلتون ليس الوحيد الذي عاش طويلا بيننا متنقلا بين الفرق السعودية، وجرب الحياة في مناطق مختلفة من بلادنا فأحبها وأحبنا.
وأتمنى لو رصدت تجارب هؤلاء في فيلم وثائقي ينفذ بشكل محترف ليعرض في القنوات الرياضية حول العالم.
دموع إلتون