بفوارق كبيرة على جميع الأصعدة يدخل قطبي العاصمة الهلال والنصر لقاء ديربي الحسابات الخاصة ضمن الجولة العشرون من دوري المحترفين السعودي وذلك لاختلاف الطموح والأهداف والخطط.. فالهلال وهو يزاحم على صدارة الترتيب في الدوري في أحد مواسمه الجيدة “الفائز في مباراة السوبر وبطل كأس ولي العهد” وعينه على دور المجموعات في دوري أبطال آسيا وكأس الملك.. لذلك جميع التنازلات مرفوضة في المعسكر الأزرق وخطوة الديربي قد تعني الكثير له وهو بالتأكيد تحت ضغوطات كبيرة قد تكون ذات مردود سلبي عليه ويخشى الإرهاق والإجهاد والإصابات والاستمرار في التفريط النقطي الأخير.
أما النصر ثامن الترتيب في سلم الدوري خسر هذا الموسم لسبب أو لأخر الكثير من مكتسباته التي حققها في الموسمين السابقين لن يجد ما يشفع له لحفظ ماء الوجهة إلا العودة في مثل هذه المناسبة كفرصة للتصحيح.. خصوصا وأن الضغوط عليه أقل في الديربي لذلك هو يحتاج كسب المباراة لعودة الثقة والروح ورضا الجماهير فهي مسؤولية لا بد أن يستشعرها اللاعبون للتجهيز لدوري أبطال آسيا وكأس الملك.
لذلك التركيز والانضباط والتخلص من الضغوط والحذر قد تكون هي كلمة السر للفريقين في هذا الديربي.. في حين تبقى القيمة التنافسية والفنية والتاريخية للديربي فهو واجهة الرياضة السعودية الملي بالإثارة والحماس والأداء المميز والجميع يكون عند الموعد في هذا اللقاء.. والحقيقة الأهم أن لقاء قطبي العاصمة التنافسي دائما ما يظهر بالروح الرياضية والأخلاق العالية ولا يخضع لمقاييس أو مراكز ويصاحبه تغطية إعلامية خاصة ومتابعة كبيرة وعلينا جميعا الحفاظ على قيمة ومكانة الديربي وأن تكون جميع التصريحات والانفعالات وردود الأفعال عقلانية وفي حدود المقبول والمعقول.
جماهير العالمي والزعيم تردد “خميس ومالي خلق أزعل” لأنها لن ترضى بغير الفوز وستعلن التحدي وتدعم فريقها وهو حق مشروع لها أن تساند وتفخر بفريقها.. ولكن عليها أيضا أن ترفع شعار الروح الرياضة وأن لا نخسر بعض وتتقبل أي نتيجة وتبارك لأنصار الفريق الفائز.. وأخيرا أتمنى أن يعكس لقاء الديربي رقي وفكر وثقافة الشارع الرياضي ويظهر بمستوى لائق بسمعة ومكانة رياضتنا وأن يوفق طاقم التحكيم في إدارة المباراة.