* اعتقد بان اي شخص تسمر خلف الشاشه البلورية مساء امس واقتطع من وقته الثمين ال 90 دقيقة ونيف لمتابعة لقاء النهائي لكأس ولي العهد السعودي اعتقد بان كل من اقتطع ذلك الجزء من وقته لم يندم عليه لانه قد شاهد كرة قدم حقيقية بين عملاقي السعودية الهلال والاهلي الذين يقفان على قمة الهرم في الدوري السعودي الممتاز متصدر ووصيف وهاهما يصلان الى النهائي في كاس ولي العهد للموسم الثاني على التوالي ليؤكدا علو كعبهما على كل الفرق السعودية وبلاشك فان المتعة كانت حاضرة وبصورة مبهرة خاصة من الجانب الهلالي جن الملاعب الازرق وخاصة قي شوط اللعب الاول الذي فعل فيه لاعبي الهلال كلما ارادوهوا بالكرة بقيادة رباعي الوسط نواف العابد وسلمان الفرج وعبد الله عطيف وسالم الدوسري بمساندة قوية من الظهير العصري عبد الله الزوري الذي يؤدي الادوار المزدوجه بكل تفاني واخلاص وقد كانت المتعة حاضرة والاثارة في قمة عنفوانها ولاعبي الهلال يتلاعبوا بدفاعات الاهلي ويفتحوا فيها شوارع فسيحه قادت لاعبي الهلال الى مرمى الحارس ياسر المسيليم في اكثر من مناسبة ولولا التسرع والشفقة وعدم التركيز في بعض الاحيان من لاعبي الهلال لكان في مقدور لاعبيه ان ينهوا الشوط الاول على اقل تقدير برباعية نظيفة لا ان يكتفوا بالهدفين الملعوبين الذين سددهما ناصر الشمراني ونواف العابد قيثارة الوسط الهلالي ونقول وبكل الصدق الذي يرتسم في حنايا افئدتنا باننا قد شهدنا كرة قدم حقيقية يوم امس في مباراة توافرت لها كل عوامل المتعة والاثارة والتشويق وبرغم الصحوة الاهلاوية التي كان عليها لاعبي الاهلي في شوط اللعب الثاني الا ان انضباطية لاعبي الهلال واصرارهم على استعادة البطولة المسلوبة كان وراء محافظتهم على التقدم حتى الدقيقة 88 وهي الدقيقة التي شهدت هدف الاهلي اليتيم الذي قلص الفارغ من تصويب القائد تيسير الجاسم الذي كان خارج اجواء المباراة ولم نحس بوجوده الا لحظة احراز الهدف والذي يسال عنه حارس الهلال الاخطبوط خالد شراحيلي والذي كان في حالة شرود تام ولم يشاهد الكرة الا وهي تتراقص داخل مرماه في الزاوية 90 ولم تفلح بعدها محاولات الأهلاوية خلال الستة دقائق المتبقية من عمر المباراة بعد احتساب الوقت الضائع باربعه دقائق حيث صمد الهلاليين صمود الابطال وكفر شراحيلي عن خطئه بابعاد كرة خطيرة كانت كفيلة باعادة المباراة الى نقطة البداية ليعانق الهلاليين بطولتهم المحببة بفوز مستحق بعد ان نثروا الابداع على كل جنبات الملعب واعادوا الى الأذهان السيمفونيات البتهوفينية الرائعة التي تدمي الاكف تصفيقا واعجابا بما يرسمه الرسامون الهلاليون من لوحات مضيئة على المستطيل الاخضر ونستطيع ان نقول بان البطولة قد ذهبت لمن يستحقها فقد كان الهلال اكثر امتاعا وابداعا وفنا فيما كان الاهلاوية خارج الشبكة وبعيدين عن مستوياتهم المعروفة فكانت الهزيمة مستحقة بكل المقاييس وكان الفوز اكثر استحقاقا للفرقاطة الهلالية التي امتعت واشبعت نهم كل متعطش للفن الكروي الاصيل.
الكلام. الاخير
* بطولة كاس ولي العهد لقاح الدوري والاسيوية