«الفلوس» تغيّر النتائج والنفوس!!

علي السلميلا ألوم جماهير النصر التي هجرت المدرجات وقاطعت مباريات فريقها ومساندته والوقوف خلف لاعبيه بطريقة مهذبة، لإيمانها المطلق أن الفريق الذي تشاهده حاليا يترنح أمام أصغر الفرق قبل أكبرها ليس هو الفريق الذي عرفته في الموسمين الأخيرين اللذين حصد خلالهما ثلاث بطولات وكان طرفا ثابتا في أغلب النهائيات إن لم يكن جميعها..

ولو كان الفريق كما كان قبل عشر سنوات لا يملك أدوات التفوق وليست لديه القدرة للمنافسة على البطولات لما تخلت عنه جماهيره التي عُرفت بالوفاء، ولوقفت خلفه في كل ملعب لمؤازرة لاعبيه ورفع روحهم المعنوية كما كان يحدث في السابق عندما كانت مقتنعة بمحدودية إمكانات فريقها ولاعبيه وقامت بواجبها على الوجه الأكمل وأدهشت الوسط الرياضي الذي وصفها بالظاهرة في ذلك الوقت.

ولكن عندما يملك الفريق صفوة اللاعبين المحليين فضلا عن الأجانب الجيدين، وهي نفس الأسماء التي حققت البطولات في الموسمين الماضيين ولا يقدمون ما يستحق الذكر رغم إمكاناتهم الفنية الكبيرة، فهنا من حق الجماهير الوفية التي ضاقت بها الأرض ذرعا تسجيل موقف ضد اللاعبين، ومن قبلهم إدارة النادي التي لم تستفد من أخطائها السابقة، وظلت تكابر وتعاند حتى أعادت الفريق للمربع الأول. وبقدر ما يعاني الفريق فنيا ومعنويا في الفترة الحالية إلا إن هذه المشاكل تُعتبر ثانوية من وجهة نظري المتواضعة، ويبقى جوهر المشكلة ولب الموضوع المادة والمادة فقط التي ألقت بظلالها على الفريق بصفة عامة وانعكست سلبا على مردود اللاعبين وأثرت على نفسياتهم، وبالتالي ليس من المعقول أن نطالب اللاعبين بالروح القتالية، ومكافأة الفوز بالدوري في العام الفائت لم تصرف لهم حتى الآن، وليس من المنطق أن نطالبهم بالحماس وحرث الملعب طولا وعرضا ومستحقاتهم المالية من مقدمات عقود ورواتب شهرية تصل لثمانية أشهر لم تُسلّم لهم.

وفي تصوري أن هذه المشكلة التي ستهدم ما بُني في سنوات وستنسف مكتسبات الفريق التي حققها في آخر موسمين، حلها بيد الإدارة وحدها، وكما يقال «الفلوس تغيّر النفوس»، فمتى ما أوفت الإدارة بالوعود وسلمت اللاعبين حقوقهم، فإن النفوس والمستويات والنتائج ستتغير وسيظهر الفريق بشكل مختلف، أما إذا بقي الوضع على ما هو عليه الآن فإن الفريق لن ينافس على أي بطولة وسيودع كأس جلالة الملك ودوري أبطال آسيا كما ودع كأس ولي العهد وخسر السوبر وفقد المنافسة على لقب الدوري.

أخيرا.. ما ذكرته آنفا لا يعني أنني ضد الأمير فيصل بن تركي الذي يُدين له كل نصراوي بالفضل في عودة الفريق لمنصات الذهب، ولا يعني أيضا أنني مع تخاذل اللاعبين وتقاعسهم وتخبطات المدرب كانافارو، ولكنني وَضَعْت النقاط فوق الحروف وطرحت المشكلة الحقيقية التي أدت إلى تراجع مستوى ونتائج الفريق ووَضَعَت إدارة النادي في موقف محرج أمام المدرج الأصفر الذي لن يقبل بعودة فريقه للوراء من جديد.

16